الروبوتات – طفرة أم كساد للمجتمع الياباني؟ الروبوتات – طفرة أم انهيار للمجتمع الياباني؟
اختيار اللغة 📢
تاريخ النشر: ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ / تاريخ التحديث: ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ - المؤلف: Konrad Wolfenstein
الروبوتات - هل هي مكسب أم خسارة للمجتمع الياباني؟
منذ ظهور فكرة تطوير الآلات ذاتية التشغيل، أبدى اليابانيون اهتمامًا كبيرًا بها. فبعد تطوير أول روبوت متحرك من قِبل معهد أبحاث علمية أمريكي في وادي السيليكون، انخرط العلماء اليابانيون بشكل مكثف في مجال الروبوتات منذ سبعينيات القرن الماضي. ورغم أن كلمة "روبوت" مشتقة من الكلمة التشيكية التي تعني "العمل القسري"، إلا أن تعريفها الحقيقي يشمل مفهوم آلة ذكية شبيهة بالبشر قادرة على الحركة الذاتية وتنفيذ المهام. ومع التطور السريع الذي شهده مجال الروبوتات، ظهرت أنواع عديدة منها، يمكن تصنيفها حسب الشكل ونظام الحركة والغرض، وغير ذلك الكثير.
تشتهر اليابان بتطويرها للروبوتات المبتكرة، كما يتضح من التقارير الإخبارية العالمية حول أحدث الاختراعات، مثل روبوتات اللحام، والكلاب الآلية، وروبوتات الذكاء الاصطناعي التي تساعد تلاميذ المدارس على تعلم اللغة الإنجليزية. ورغم أن الروبوتات الصناعية قد لا تكون مسليةً كالأمثلة السابقة، إلا أنها أصبحت جزءًا أساسيًا من القوى العاملة في قطاع التصنيع، وتُعد اليابان من أكبر أسواقها عالميًا. وبفضل قدرتها على أداء المهام الشاقة أو الخطيرة بدقة وسرعة تفوقان البشر بكثير، أحدثت هذه الروبوتات نقلة نوعية في قطاع التصنيع وساعدته على الحفاظ على قدرته التنافسية.
مع ذلك، لا يبدو أن اليابان متفائلة للغاية بشأن التقدم التكنولوجي. فبحسب مركز بيو للأبحاث في مايو ويونيو 2018 حول احتمالية حدوث تغييرات مجتمعية في حال قيام الروبوتات بجزء كبير من العمل الذي يؤديه البشر حاليًا، يعتقد نحو 83% من المشاركين اليابانيين أن عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء سيتفاقم رغم تحسن كفاءة الاقتصاد. وبالمثل، اعتقدت الأغلبية أنه سيكون من الصعب على عامة الناس إيجاد عمل، وشككت في توفر وظائف ذات رواتب أفضل. ونظرًا لشيخوخة سكانها وتناقص عدد السكان في سن العمل، قد تكون الروبوتات حلًا لليابان للحفاظ على قدرتها التنافسية عالميًا. لذا، يجب عليها إيجاد سبيل لخلق مجتمع تتعايش فيه الروبوتات والبشر وتعمل معًا.
هل الروبوتات - هل ستُحدث طفرة أم كارثة في المجتمع الياباني؟
منذ ظهور فكرة ابتكار آلات تعمل بشكل مستقل، أبدى اليابانيون اهتمامًا كبيرًا بها. فبعد أن طوّر معهد أبحاث علمية أمريكي في وادي السيليكون أول روبوت متحرك ومستشعر، انخرط العلماء اليابانيون بشكل مكثف في هندسة الروبوتات منذ سبعينيات القرن الماضي. ورغم أن كلمة "روبوت" مشتقة من الكلمة التشيكية التي تعني "العمل القسري"، إلا أن تعريفها في الواقع يشمل فكرة آلة ذكية متجسدة قادرة على الحركة وأداء المهام بشكل مستقل. ومع التطور السريع الذي شهده مجال الروبوتات، ظهرت أنواع عديدة منها، يمكن تصنيفها حسب الشكل ونظام الحركة والغرض، وغيرها الكثير.
تشتهر اليابان بابتكارها للروبوتات، ويتجلى ذلك في الأخبار التي تنتشر منها حول العالم عن أحدث اختراعاتها، مثل الروبوتات التي تتعرق، والكلاب الآلية، وروبوتات الذكاء الاصطناعي التي تساعد أطفال المدارس على تعلم اللغة الإنجليزية. ورغم أن هذه الأمثلة ليست مسلية، فقد أصبحت الروبوتات الصناعية جزءًا أساسيًا من القوى العاملة في قطاع التصنيع، وتُعد اليابان واحدة من أكبر أسواقها عالميًا. وبفضل قدرتها على أداء مهام صعبة أو خطيرة بدقة وسرعة تفوق البشر بكثير، أحدثت هذه الروبوتات نقلة نوعية في قطاع التصنيع وساعدته على الحفاظ على قدرته التنافسية.
مع ذلك، لا يبدو أن اليابانيين متفائلون كثيرًا بشأن التقدم التكنولوجي. فبحسب مركز بيو للأبحاث في مايو ويونيو 2018 حول احتمالية حدوث تغييرات في المجتمع إذا ما تولت الروبوتات معظم الأعمال التي يقوم بها البشر حاليًا، رأى نحو 83% من المشاركين اليابانيين أنه على الرغم من تحسن كفاءة الاقتصاد بشكل ملحوظ، فإن التفاوت بين الأغنياء والفقراء سيتفاقم. وبالمثل، اعتقدت الأغلبية أن عامة الناس سيواجهون صعوبة في إيجاد وظائف، وشككت في وجود وظائف ذات رواتب أفضل. في ظل مجتمعها المتقدم في السن وتقلص القوى العاملة، قد تكون الروبوتات أحد الحلول التي تُمكّن اليابان من الحفاظ على قدرتها التنافسية عالميًا. لذا، يجب عليها إيجاد سبيل لخلق مجتمع تتعايش فيه الروبوتات والبشر وتعمل معًا.

























