رمز الموقع اكسبرت ديجيتال

أهداف الطاقة في خطر: التوسع الألماني في طاقة الرياح والتنقل الكهربائي لا يرقى إلى مستوى التوقعات

روبرت هابيك، نائب المستشار والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في جمهورية ألمانيا الاتحادية

روبرت هابيك، نائب المستشار ووزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ في جمهورية ألمانيا الاتحادية – المصدر: penofoto|Shutterstock.com

دراسة أجرتها مؤسسة DIW تكشف عن أوجه القصور: لماذا لا تزال ألمانيا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحاق بركب الطاقة الريحية والتنقل الكهربائي؟

الإجراءات المطلوبة بشأن الطاقات المتجددة: لماذا لم تحقق الحكومة الألمانية أهدافها بحلول عام 2030؟

لا تزال أهداف الحكومة الألمانية في مجال الطاقة بعيدة المنال، كما تُظهر دراسة حديثة أجراها المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW Berlin) . فرغم أن التوسع في طاقة الرياح البرية يُمثل تقدماً بنحو 51% نحو هدف عام 2030، إلا أن التوسع في طاقة الرياح البحرية، بنسبة 28% فقط، متأخرٌ بشكل ملحوظ. ويزداد الوضع سوءاً بالنسبة للسيارات الكهربائية: فمن بين 15 مليون سيارة كهربائية مُستهدفة، لا يوجد حالياً سوى 1.2 مليون سيارة مُسجلة، أي ما يُعادل 7.8% فقط. كما أن عدد نقاط شحن السيارات الكهربائية غير مُرضٍ أيضاً.

وقد توصل خبراء المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW) إلى أن معدل التوسع الحالي بطيء للغاية، ما يحول دون تحقيق أهداف عام 2030 في معظم المؤشرات. وقد قارنوا اتجاه التوسع خلال الاثني عشر شهرًا الماضية بالمعدل اللازم لبلوغ هذه الأهداف. ويُظهر هذا أن توسع طاقة الرياح البرية، ولا سيما طاقة الرياح البحرية، متأخر عن الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ويشير هذا إلى ضرورة ملحة لاتخاذ إجراءات بشأن طاقة الرياح. كما أن توسع التنقل الكهربائي لا يزال يسير بوتيرة بطيئة للغاية.

لتحقيق أهداف الحكومة الألمانية في مجال الطاقة بحلول عام 2030، يلزم بذل جهود كبيرة واتخاذ تدابير فعّالة. ويُعدّ زيادة الاستثمار في توسيع نطاق طاقة الرياح، البرية والبحرية على حد سواء، أمراً بالغ الأهمية لتعزيز توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. علاوة على ذلك، يجب تذليل العقبات والإجراءات البيروقراطية التي تعترض سبيل إنشاء مزارع الرياح لتسريع وتيرة التقدم.

ينبغي اتخاذ تدابير محددة في مجال التنقل الكهربائي لتسريع انتشاره، بما في ذلك حوافز مالية كالإعانات الحكومية والإعفاءات الضريبية لشراء السيارات الكهربائية. ومن المهم أيضاً توفير شبكة شاملة من نقاط شحن السيارات الكهربائية للحد من مخاوف نفاد الشحن وجعل التحول إلى التنقل الكهربائي أكثر جاذبية.

علاوة على ذلك، ينبغي الاستثمار في البحث والتطوير لبطاريات أكثر قوة لزيادة مدى المركبات الكهربائية وتقليل أوقات شحنها. ويُعد التعاون الوثيق بين صانعي السياسات والشركات والمؤسسات البحثية أمراً بالغ الأهمية للنهوض بالتقنيات المبتكرة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

من المهم أيضاً توعية الجمهور بفوائد الطاقات المتجددة والتنقل الكهربائي لكسب قبول ودعم السكان. ويمكن للحملات التوعوية والإعلامية أن تساهم في رفع مستوى الوعي بمصادر الطاقة المستدامة والتنقل الصديق للبيئة.

لذا، يتطلب تحقيق أهداف الطاقة نهجاً شاملاً يتضمن تدابير سياسية، وحوافز اقتصادية، وابتكارات تكنولوجية، ومشاركة شعبية واسعة. ولن تتمكن ألمانيا من تحقيق أهدافها المناخية والمساهمة في التحول العالمي للطاقة إلا من خلال توسع مطرد ومتسارع في استخدام الطاقات المتجددة والتنقل الكهربائي.

هناك حاجة إلى اللحاق بالركب في مجال الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح والتنقل الكهربائي: إن تحول الطاقة في ألمانيا يسير بوتيرة بطيئة للغاية.

جهاز مراقبة إشارات المرور DIW - التحول في مجال الطاقة – الصورة: DIW برلين

العناوين الرئيسية الحالية:

"تباطؤ التحول في قطاع الطاقة: ألمانيا تُخاطر بعدم تحقيق هدفها لعام 2030"
"التخلف عن التوقعات: لماذا يتعثر التحول في قطاع الطاقة في ألمانيا؟"
"التحول في قطاع الطاقة في خطر: ألمانيا تُخاطر بالتخلف عن الركب"
"سباق مع الزمن: لماذا يجب على ألمانيا التحرك الآن لتسريع التحول في قطاع الطاقة؟"

إن سرعة تقدم التحول الطاقي في ألمانيا تثير قلقاً متزايداً، حيث إنها بطيئة للغاية لتحقيق أهداف سياسة الطاقة لعام 2030. ويتضح هذا بشكل خاص في أرقام التوسع لمختلف مجالات الطاقة المتجددة والتنقل الكهربائي.

ومن الأمثلة المقلقة على ذلك تقنية الخلايا الكهروضوئية، التي تلعب دورًا محوريًا في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. ووفقًا للبيانات الحالية، لا تتجاوز نسبة التوسع في استخدام هذه التقنية 49% من المعدل المتوسط ​​المطلوب لتحقيق أهداف عام 2030. وهذا يعني أن التوسع في استخدام الطاقة الشمسية يسير بوتيرة أبطأ بكثير من اللازم لتلبية الطلب على توليد الكهرباء بطريقة صديقة للبيئة.

إن توسع طاقة الرياح، سواء البرية أو البحرية، متأخرٌ كثيراً عن التوقعات. ففي طاقة الرياح البرية، لا تتجاوز نسبة التوسع الحالية 33% من المعدل المتوسط ​​المطلوب. وهذا يدل على أن بناء مزارع الرياح البرية الجديدة لا يتقدم بالسرعة الكافية لتوليد الكميات المخطط لها من الطاقة المتجددة. أما الوضع الأكثر إثارة للقلق فهو بالنسبة لطاقة الرياح البحرية، حيث لا تتجاوز نسبة التوسع 22% من الهدف المحدد لعام 2030. وهذا مؤشر واضح على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للاستفادة الكاملة من إمكانات طاقة الرياح البحرية.

يُعدّ مجال التنقل الكهربائي أحد المجالات الأخرى التي تتخلف فيها ألمانيا. فبدلاً من الوصول إلى النسبة المستهدفة البالغة 100%، لا تتجاوز نسبة انتشار سيارات الركاب الكهربائية التي تعمل بالبطاريات حاليًا 24%. وهذا يعني أن الانتقال إلى المركبات عديمة الانبعاثات بطيء للغاية بحيث لا يُمكنه خفض انبعاثات المرور بشكل ملحوظ وتحقيق أهداف المناخ. كما أن تطوير نقاط الشحن العامة للسيارات الكهربائية غير كافٍ أيضًا، إذ لا تتجاوز نسبة انتشارها 27%. ويُشكّل هذا عائقًا أمام قبول التنقل الكهربائي وانتشاره على نطاق واسع، حيث تُعدّ البنية التحتية الكافية للشحن ضرورية للاستخدام الواسع النطاق للسيارات الكهربائية.

في ضوء هذه الأرقام المقلقة للتوسع، من الضروري أن تُكثّف الحكومة الألمانية والجهات المعنية الأخرى جهودها لدفع عجلة التحول في قطاع الطاقة. ويلزم تسريع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية لزيادة حصة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء بشكل ملحوظ. علاوة على ذلك، يجب مراجعة وتسريع الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بإنشاء مزارع الرياح، وذلك لتشجيع التوسع البري والبحري على حد سواء.

في مجال التنقل الكهربائي، تُعدّ الحوافز المالية، كالإعانات الحكومية والإعفاءات الضريبية لشراء السيارات الكهربائية، ضرورية لتحفيز الطلب. كما أن البنية التحتية الشاملة والموثوقة للشحن تُعدّ عاملاً حاسماً في الحدّ من مخاوف نفاد الشحن وجعل التحوّل إلى التنقل الكهربائي أكثر جاذبية.

علاوة على ذلك، ثمة حاجة إلى زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير بطاريات أكثر قوة تُطيل مدى المركبات الكهربائية وتقلل أوقات الشحن. ويلعب التعاون بين صانعي السياسات والشركات والمؤسسات البحثية دورًا حاسمًا في دفع عجلة الابتكار وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

تتطلب تحديات التحول في قطاع الطاقة نهجاً شاملاً ومنسقاً يشمل تدابير سياسية، وحوافز اقتصادية، وابتكارات تكنولوجية، ومشاركة شعبية واسعة. ولن تتمكن ألمانيا من تحقيق أهدافها في مجال الطاقة لعام 2030 والمساهمة في التحول العالمي في هذا القطاع إلا من خلال تنفيذ سريع وحازم.

ما هو تأثير ضريبة الكربون على الشركات في السنوات القليلة المقبلة إذا لم تقلل من انبعاثات الكربون؟

التأثير القاتل لضريبة ثاني أكسيد الكربون في غياب تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - الصورة: Xpert.Digital / BigBlueStudio|Shutterstock.com

المزيد عنها هنا:

تراجع المبيعات وعدم اليقين: يعاني مصنعو المضخات الحرارية بعد الخلاف حول قانون التدفئة وقانون طاقة البناء (GEG)

تراجع المبيعات وعدم اليقين: شركات تصنيع المضخات الحرارية تعاني بعد نزاع حول قانون التدفئة – الصورة: Xpert.Digital

المزيد عنها هنا:

 

اكتب لي

 

أبق على اتصال

الخروج من النسخة المحمولة