
شراكة استراتيجية في مجال الطاقة: أذربيجان وألمانيا تُضاعفان التعاون في مجال الغاز من خلال اتفاقية سوكار-سيفي – الصورة: إكسبرت ديجيتال
تسارع التحول في قطاع الطاقة: أذربيجان تصبح الشريك الجديد لألمانيا في مجال الغاز بتوريد 15 تيراواط/ساعة سنوياً
شراكة استراتيجية مُبرمة: كيف تُقلل ألمانيا اعتمادها على الطاقة من خلال الغاز من أذربيجان
يمثل اتفاق توريد الغاز طويل الأجل، الموقع في 10 يونيو 2025 بين شركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار" وشركة الطاقة الألمانية "سيفي"، نقطة تحول تاريخية في العلاقات الألمانية الأذربيجانية في مجال الطاقة، ويعزز بشكل كبير جهود أوروبا نحو تنويع مصادر الطاقة. وينص العقد، الذي يمتد لعشر سنوات، على زيادة تدريجية في إمدادات الغاز السنوية لتصل إلى 15 تيراواط/ساعة، أو ما يقارب 1.5 مليار متر مكعب، وهو ما سيؤدي، إلى جانب الإمدادات الحالية لشركة "يونيبر"، إلى مضاعفة إجمالي صادرات الغاز الأذربيجانية إلى ألمانيا إلى حوالي 3 مليارات متر مكعب سنوياً. ولا تؤكد هذه الشراكة الاستراتيجية على الدور المتنامي لأذربيجان كشريك موثوق في مجال الطاقة لأوروبا فحسب، بل تُظهر أيضاً استراتيجية ألمانيا الثابتة لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة الروسية من خلال تطوير مصادر إمداد بديلة من منطقة بحر قزوين.
تفاصيل العقد وأبعاده الاقتصادية
نطاق وإطار زمني لاتفاقية التسليم
يغطي العقد المبرم بين شركتي سوكار وسيفي فترة عشر سنوات، وينص على بدء توريد الغاز في أقرب وقت ممكن عام 2025. وسيتم زيادة كميات التوريد السنوية تدريجياً لتصل إلى الحجم المستهدف البالغ 15 تيراواط/ساعة، أي ما يعادل حوالي 1.5 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل إضافة كبيرة إلى مزيج الطاقة الألماني. وتعادل هذه الكمية نحو عُشر استهلاك ألمانيا السنوي من الغاز، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للاتفاقية بالنسبة لإمدادات الطاقة في ألمانيا. وسيتم نقل الشحنات عبر البنية التحتية الموثوقة لممر الغاز الجنوبي، مما يضمن إمداداً آمناً ومستمراً.
SEFE كشريك استراتيجي
تُضفي شركة SEFE (تأمين الطاقة لأوروبا)، المعروفة سابقًا باسم غازبروم جيرمانيا، بُعدًا تاريخيًا فريدًا على هذه الشراكة. فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وُضعت الشركة في البداية تحت وصاية الوكالة الفيدرالية للشبكات، ثم أُمّمت بالكامل لاحقًا. وبحجم مبيعات سنوي يبلغ 200 تيراواط/ساعة من الغاز والكهرباء، تُعدّ SEFE واحدة من أهم موردي الطاقة للعملاء الصناعيين في أوروبا، وتمتلك سعات تخزين للغاز تبلغ 5.6 مليار متر مكعب، أي ما يُعادل ربع إجمالي سعة التخزين في ألمانيا تقريبًا. ويُجسّد هذا التحوّل من شركة تابعة روسية إلى شركة ألمانية مملوكة للدولة، التغيير الجذري في مشهد الطاقة الأوروبي منذ عام 2022.
السياق الجيوسياسي لتنويع مصادر الطاقة
دور أذربيجان في أمن الطاقة الأوروبي
تغير موقع أذربيجان كمورد للطاقة إلى أوروبا بشكل جذري واكتسب أهمية استراتيجية منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا. فقد زادت البلاد صادراتها من الغاز إلى أوروبا من حوالي 8 مليارات إلى نحو 13 مليار متر مكعب سنويًا خلال عامين، استجابةً بشكل حاسم لنداء أوروبا للمساعدة خلال أزمة الطاقة عام 2022. وتُظهر هذه الزيادة الملحوظة التي تجاوزت 60% القدرات التقنية لأذربيجان وإرادتها السياسية للعمل كشريك موثوق به في مجال الطاقة لأوروبا. وبحصة تبلغ حوالي 7% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز، تحتل أذربيجان الآن المرتبة الرابعة بين أهم موردي الغاز للاتحاد الأوروبي، بعد النرويج والجزائر وروسيا.
التحول الطاقي في ألمانيا بعد عام 2022
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، شهدت سياسة الطاقة الألمانية تحولاً جذرياً، حيث أصبحت التنويع السريع لمصادر إمدادات الغاز أولوية قصوى. وكان على ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الروسي، تطوير مصادر بديلة في فترة وجيزة، مع مراعاة أمن الإمدادات على المدى القصير والأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل. وينسجم عقد SOCAR-SEFE الجديد بسلاسة مع هذه الاستراتيجية، ويكمل الإمدادات الحالية لشركة Uniper، والتي بلغت 1.5 مليار متر مكعب سنوياً منذ عام 2013 وتستمر حتى عام 2045. وتُوفر سلسلة التوريد المزدوجة هذه، عبر شركتي طاقة ألمانيتين مختلفتين، مزيداً من الأمان والاستدامة في إمدادات الغاز.
البنية التحتية لممر الغاز الجنوبي
البنية التقنية لإمدادات الغاز
يشكّل ممر الغاز الجنوبي العمود الفقري التقني لإمدادات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، ويمثل أحد أهم استثمارات البنية التحتية للطاقة في العقود الأخيرة. يتألف هذا النظام المعقد من ثلاثة مكونات رئيسية: خط أنابيب جنوب القوقاز الممتد (SCPx) عبر أذربيجان وجورجيا، وخط أنابيب الغاز عبر الأناضول (TANAP) عبر تركيا، وخط أنابيب الغاز عبر البحر الأدرياتيكي (TAP) عبر اليونان وألبانيا وإيطاليا. بطول إجمالي يقارب 3500 كيلومتر واستثمارات تُقدّر بنحو 45 مليار دولار أمريكي، تُعدّ هذه الشبكة من البنية التحتية واحدة من أكبر استثمارات الطاقة العابرة للحدود في تاريخ أوروبا.
القدرات ومسارات النقل
يتمتع خط أنابيب الغاز عبر البحر الأدرياتيكي (تاناب)، الذي بدأ تشغيله في 31 ديسمبر 2020، بقدرة نقل تتراوح بين عشرة وعشرين مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، مما يتيح توسعًا كبيرًا في صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا. ويرتبط خط الأنابيب بخط تاناب في كيبوي على الحدود التركية اليونانية، وينقل الغاز لمسافة 878 كيلومترًا عبر اليونان وألبانيا والبحر الأدرياتيكي إلى جنوب إيطاليا، ومن هناك يُوزع إلى الأسواق الأوروبية، بما فيها ألمانيا. وتضمن هذه البنية التحتية نقل كميات الغاز المتفق عليها في عقد SEFE-SOCAR الجديد بشكل موثوق ومستمر إلى ألمانيا دون الاعتماد على طرق عبور روسية أو غيرها من الطرق ذات الحساسية السياسية.
العلاقات الثنائية والتطورات الدبلوماسية
اتصالات سياسية رفيعة المستوى
شهدت العلاقات الدبلوماسية المكثفة بين ألمانيا وأذربيجان زخماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وتشكل الأساس السياسي لشراكة طاقة معمقة. ومنذ فبراير/شباط 2023، زار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ألمانيا أربع مرات، مؤكداً على الأهمية البالغة التي يوليها البلدان للتعاون الثنائي. وتعزز هذه الاتصالات رفيعة المستوى المتكررة الثقة والاستقرار السياسي اللازمين لشراكات طاقة طويلة الأمد. وفي أبريل/نيسان 2025، قام الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بزيارة تاريخية إلى أرمينيا وأذربيجان، مسجلاً بذلك أول زيارة لرئيس ألماني إلى المنطقة، ومسلطاً الضوء على الأهمية المتزايدة لمنطقة جنوب القوقاز في السياسة الخارجية الألمانية.
شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة
يتجاوز التعاون في مجال الطاقة بين ألمانيا وأذربيجان مجرد توريد الغاز، ليشمل مجالاتٍ مثل كفاءة الطاقة، ونقل التكنولوجيا، والتنمية المستدامة. ففي عام ٢٠١٨، وقّعت شركتا يونيبر وسوكار اتفاقيةً لزيادة كفاءة الطاقة في إنتاج النفط والغاز الأذربيجاني، بهدف تحسين استهلاك الطاقة في عمليات الإنتاج وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويُبرهن هذا التعاون التكنولوجي على أن الشراكة الألمانية الأذربيجانية في مجال الطاقة لا تقتصر على علاقات التوريد قصيرة الأجل فحسب، بل تسعى أيضاً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة طويلة الأجل.
أهمية ذلك بالنسبة لأمن الطاقة الأوروبي
آثار التنويع وأمن الإمداد
يُسهم عقد SOCAR-SEFE الجديد إسهامًا كبيرًا في تنويع إمدادات الغاز الأوروبية، ويُقلل من المخاطر الاستراتيجية الناجمة عن الاعتماد على مورد واحد. ويُؤدي مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى ألمانيا إلى حوالي 3 مليارات متر مكعب سنويًا إلى إنشاء مسار إمداد إضافي يعمل بشكل مستقل عن الطرق الروسية أو غيرها من طرق العبور ذات الحساسية الجيوسياسية. ويكتسب هذا التنويع أهمية خاصة لأنه يستند إلى بنية تحتية مُثبتة، ويتجنب مخاطر الأساليب التكنولوجية الجديدة أو طرق النقل غير المُختبرة. وقد أثبت ممر الغاز الجنوبي موثوقيته منذ بدء تشغيله، حيث ينقل ما يقرب من 80 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-أرضروم وحده.
آفاق صناعة الطاقة على المدى الطويل
يُوفر عقد SOCAR-SEFE، الذي يمتد لعشر سنوات، لألمانيا وأوروبا ضمانًا بالغ الأهمية للتخطيط خلال مرحلة التحول الطاقي، ويُمكّن من تحويل أنظمة الطاقة بشكل منظم. ويُعدّ هذا الضمان طويل الأمد للإمدادات ذا أهمية خاصة، إذ يُتيح المجال للتطوير المتوازي للطاقات المتجددة والتقنيات الجديدة، مثل الهيدروجين الأخضر، دون المساس بالإمدادات الصناعية الأساسية. وقد أعلنت أذربيجان بالفعل عن نيتها تصدير الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر إلى أوروبا مستقبلًا، ما قد يجعل هذه الشراكة جسرًا مستدامًا نحو مستقبل منخفض الكربون. وتؤكد الاستثمارات المتواصلة التي التزمت بها SOCAR في قدرات الإنتاج والبنية التحتية التزامها طويل الأمد بشراكة طاقة مستقرة.
يصبح ممر الغاز الجنوبي طريقاً رئيسياً لأمن الطاقة الأوروبي
تمثل الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين أذربيجان وألمانيا، والتي تعززت بشكل كبير بموجب اتفاقية SOCAR-SEFE الجديدة، علامة فارقة في تنويع مصادر الطاقة الأوروبية، وخطوة هامة نحو تقليل الاعتماد على واردات الغاز الروسي. إن مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى ألمانيا لتصل إلى حوالي 3 مليارات متر مكعب سنوياً لا يوفر فقط مزيداً من أمن الإمدادات، بل يبرهن أيضاً على فعالية ممر الغاز الجنوبي كطريق نقل بديل لغاز بحر قزوين إلى أوروبا. ويُرسي التكامل الوثيق بين المصالح المتعلقة بالطاقة والاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى والتعاون التكنولوجي أساساً متيناً لشراكة طويلة الأمد وقائمة على الثقة، مما يُمكّن البلدين من مواجهة تحديات التحول الطاقي مع ضمان أمن الإمدادات على المدى القريب.
حل مبتكر للطاقة الشمسية الكهروضوئية لتقليل التكاليف (حتى 30٪) وتوفير الوقت (حتى 40٪)
المزيد عنها هنا:
شريكك لتطوير الأعمال في مجال الكهروضوئية والبناء
من السقف الصناعي الكهروضوئي إلى الحدائق الشمسية إلى أماكن لوقوف السيارات الشمسية الأكبر
☑️ لغة العمل لدينا هي الإنجليزية أو الألمانية
☑️ جديد: المراسلات بلغتك الوطنية!
سأكون سعيدًا بخدمتك وفريقي كمستشار شخصي.
يمكنك الاتصال بي عن طريق ملء نموذج الاتصال أو ببساطة اتصل بي على +49 89 89 674 804 (ميونخ) . عنوان بريدي الإلكتروني هو: ولفنشتاين ∂ xpert.digital
إنني أتطلع إلى مشروعنا المشترك.

