آخر تحليل اقتصادي عالمي قبل عيد الميلاد، مع أمنية طموحة بأن كل شيء سيكون على ما يرام مرة أخرى
الإصدار المسبق لـ Xpert
اختيار اللغة 📢
تاريخ النشر: ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥ / تاريخ التحديث: ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - المؤلف: Konrad Wolfenstein

آخر تحليل اقتصادي عالمي قبل عيد الميلاد، مع أمنية متفائلة بأن كل شيء سيعود إلى طبيعته – الصورة: Xpert.Digital
بين هدنة عيد الميلاد والاضطرابات الاقتصادية العالمية – نظرة واقعية لعام 2026
انسَ الوضع الطبيعي: هكذا سيتغير الاقتصاد العالمي بشكل جذري في عام 2026
بينما يستعد العالم لعيد الميلاد 2025، وتتزايد الرغبة في السلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى، يرسم الواقع الاقتصادي صورةً يصعب تصنيفها بسهولة. نحن على مشارف نهاية عامٍ تجنّب الكارثة المتوقعة، ليُدخلنا في حقبةٍ من الاستقرار الهش. يكشف آخر تحليل اقتصادي رئيسي قبل عيد الميلاد عن عالمٍ في حالة تغير مستمر: فقد نجت الاقتصادات الكبرى من الركود، لكن الثمن هو تصدعات هيكلية باتت واضحة للعيان.
لن يتميز العام المقبل، 2026، بالعودة إلى الوضع الطبيعي السابق، بل بإعادة تشكيل جذرية لعلاقات القوى العالمية. فبينما تهدد الولايات المتحدة، مدفوعةً بطفرة غير مسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، بتجاوز بقية العالم المتقدم، تواجه الصين مفارقة تاريخية تتمثل في قوة الإنتاج وضعف الاستهلاك. وفي الوقت نفسه، تشهد أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، تحولاً جذرياً تحت ضغط الحقائق الجيوسياسية، وهي خطوة كانت تُعتبر من المحرمات في السياسة المالية حتى وقت قريب.
لكن بعيدًا عن الأرقام الكبيرة للناتج المحلي الإجمالي، يشعر الناس بالتغيير بشكل مباشر: أسواق عمل لا تفصل ولا توظف أحدًا؛ تضخم يتراجع إحصائيًا ولكنه يظل ملحوظًا في جيوب الناس؛ وانقسام اجتماعي اتسع إلى حد يهدد السلام السياسي.
هذا التحليل ليس مجرد رثاء متشائم، بل هو تقييم ضروري. إنه يكشف زيف خطاب "كل شيء سيكون على ما يرام"، ويُبين لماذا لا يُعد الأمل وحده استراتيجية، ولماذا سيكون عام 2026، رغم تحدياته، أو ربما بسببها، العام الحاسم في تحديد مسار مستقبلنا الاقتصادي. اقرأ هنا ما يخبئه لنا المستقبل حقًا.
عندما يلتقي الأمل بالقسوة: تقييم الفجوة بين الواقع الاقتصادي والتفكير السياسي التمني
يختتم الاقتصاد العالمي عام 2025 بمزيج غريب من الارتياح والقلق. فبينما تجنبت الاقتصادات الكبرى الركود، وتتراجع البنوك المركزية بحذر عن السياسات النقدية التقييدية، تكمن تشوهات هيكلية كامنة، تتجاوز بكثير التقلبات الدورية. من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تتراوح بين 2.8 و3.1 بالمئة في عام 2026، وهو رقم يبدو قويًا ولكنه أقل بكثير من متوسط ما قبل الجائحة. تتوقع غولدمان ساكس نموًا بنسبة 2.8 بالمئة، بينما رفع صندوق النقد الدولي تقديراته إلى 3.1 بالمئة بعد كبح جماح التصعيد المتوقع للنزاعات التجارية في النصف الثاني من عام 2025. إلا أن هذه الأرقام تخفي إعادة تشكيل جوهرية للجغرافيا الاقتصادية العالمية، تتسم بتجزئة التجارة، والاضطراب التكنولوجي، والاستنزاف المالي.
من المتوقع أن تتفوق الولايات المتحدة على الاقتصادات المتقدمة الأخرى بمعدل نمو يبلغ 2.6%، مدفوعةً بتخفيضات ضريبية، واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، وسياسة مالية أكثر مرونة مقارنةً بأوروبا. وقد خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي إلى ما بين 3.5% و3.75% حتى ديسمبر 2025، ويشير إلى مزيد من التخفيضات المعتدلة حتى منتصف عام 2026، مع توقع وصوله إلى معدل نهائي يتراوح بين 3% و3.25%. ويستفيد الاقتصاد الأمريكي من ظاهرة غير مألوفة: إذ يُسهم الذكاء الاصطناعي بالفعل إسهامًا ملموسًا في النمو، حيث تُساهم النفقات الرأسمالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بنحو 1.1 نقطة مئوية في نمو الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2025، أي أكثر من الاستهلاك الخاص. ويمثل هذا نقطة تحول هيكلية يصبح فيها الاستثمار التكنولوجي هو العنصر المهيمن في النمو، بينما تتراجع أهمية المحركات التقليدية مثل الإنفاق الاستهلاكي.
مع ذلك، يكشف التطور الاقتصادي في الصين عن مفارقة باتت تشكل اختبارًا حقيقيًا لمتانة الاقتصاد العالمي. فمن المتوقع أن ينمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم بنسبة تتراوح بين 4.5 و4.8 بالمئة في عام 2026، وهو تباطؤ مقارنةً بنسبة 5 بالمئة المسجلة في العام السابق. ولأول مرة منذ عقود، أعلنت الحكومة الصينية تعزيز الطلب المحلي على رأس أولوياتها في السياسة الاقتصادية، في اعترافٍ واضحٍ بضعفٍ هيكلي. إن التوجه التصديري الذي حقق للصين نجاحها على مدى أربعة عقود بات يقترب من حدوده القصوى. فبينما تواصل الشركات الصينية إغراق السوق العالمية بسلع عالية الجودة بأسعار منخفضة، يبقى الطلب المحلي ضعيفًا بشكلٍ خطير. ويعاني قطاع العقارات، الذي يمثل تقليديًا نحو ربع الناتج الاقتصادي الصيني، من أزمة هيكلية لا يمكن حلها حتى بأكثر إجراءات التحفيز سخاءً. وتعتمد الحكومة الصينية على تحفيز الاستهلاك، ورفع المعاشات التقاعدية، وزيادة الدخل، إلا أن ثقة الأسر قد اهتزت بشدة. تشير تقديرات غولدمان ساكس إلى أن فائض الحساب الجاري للصين سيرتفع إلى ما يقارب 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو أكبر فائض لدولة واحدة في التاريخ الاقتصادي الموثق. ولا يُعد هذا الفائض دليلاً على القوة، بل هو بالأحرى مؤشر على اقتصاد ينتج ما لا يستطيع استهلاكه.
مع ذلك، تسير أوروبا على حافة الهاوية بين التوسع المالي والعجز عن تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. من المتوقع أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو بنسبة تتراوح بين 1.1 و1.6 بالمئة في عام 2026، مع دور محوري لألمانيا. يخطط أكبر اقتصاد في أوروبا لأكبر حزمة تحفيز مالي منذ سبعينيات القرن الماضي لعام 2026. ومن المقرر أن يبلغ العجز 4.75 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مع تخصيص أكثر من 100 مليار يورو لإزالة الكربون والبنية التحتية والدفاع. يعكس هذا التحول الجذري، الذي طالما اعتُبر مستحيلاً، إدراك أن النهج المالي التقليدي بات عائقاً أمام النمو في عالم تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية وتتزايد فيه الحاجة إلى الاستثمارات الضخمة. أبقى البنك المركزي الأوروبي سعر إعادة التمويل الرئيسي عند 2.15 بالمئة وسعر فائدة تسهيلات الإيداع عند 2 بالمئة، مما يشير إلى توقف مطول عن خفض أسعار الفائدة. تتحدث رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، عن "وضع جيد" وصلت إليه السياسة النقدية، وهي عبارة تعبر عن الرضا والحيرة في آن واحد.
الحروب التجارية وجبال الديون: الحقائق المالية الجديدة
لم تُحَلّ النزاعات التجارية التي هيمنت على الاقتصاد العالمي في عام 2025، بل دخلت مرحلة جديدة. فقد ارتفع متوسط معدل الرسوم الجمركية الأمريكية من أقل من 3% إلى ما يقارب 17%، وهو مستوى يُذكّر بفترة الحمائية في ثلاثينيات القرن الماضي. ومع ذلك، لم يتحقق الركود العالمي المُتوقع، ويعود ذلك جزئيًا إلى التسارع الهائل في الصادرات خلال النصف الأول من عام 2025. إذ قامت الشركات بشحن البضائع إلى الولايات المتحدة قبل سريان الرسوم الجمركية الجديدة، مما أدى إلى تشويه أرقام التجارة. ومن المتوقع أن ينخفض نمو التجارة العالمية إلى 0.5% فقط في عام 2026، وهو انخفاض حاد من 2.5% في العام السابق. هذا التشرذم ليس مؤقتًا، بل هيكلي. فسلاسل التوريد لا تُعاد توجيهها فحسب، بل يُعاد تشكيلها جذريًا. وقد أصبح مفهوم "الصين زائد واحد" هو السائد، حيث استفادت المكسيك وفيتنام والهند وأوروبا الشرقية بشكل كبير كمواقع إنتاج بديلة. سيصبح مفهوم الاستعانة بمصادر خارجية قريبة، الذي كان في السابق مفهوماً أكاديمياً، الاستراتيجية المهيمنة بحلول عام 2026. ولن تعمل الشركات بعد الآن على تحسين التكاليف في المقام الأول، بل على تحسين المرونة، حتى لو أدى ذلك إلى الضغط على هوامش الربح.
إن الوضع المالي في الاقتصادات الكبرى أكثر إثارة للقلق مما يُشير إليه الخطاب العام. إذ يبلغ الدين الحكومي العالمي 97.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى قياسي تاريخي خارج أوقات الحرب. وقد خفضت وكالة سكوب ريتينغز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى AA- مع نظرة مستقبلية مستقرة في أكتوبر 2025، كما حصلت فرنسا على تصنيف AA- مع نظرة مستقبلية سلبية. وقد استُنفدت الموارد المالية المتاحة في معظم الاقتصادات المتقدمة. فالقيود الهيكلية على الإنفاق نتيجة لشيخوخة السكان، وارتفاع الإنفاق الدفاعي، وارتفاع مدفوعات الفائدة على الديون القائمة، لا تترك مجالاً يُذكر لسياسات مواجهة التقلبات الاقتصادية. وقد أتاح الاتحاد الأوروبي مرونة ملحوظة في قواعده المالية من خلال استحداث استثناء وطني للإنفاق الدفاعي. إذ يُمكن للدول الأعضاء زيادة إنفاقها الدفاعي بنسبة تصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2028 دون أن يُعتبر ذلك خرقاً لحدود العجز. وتستخدم ست عشرة دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي هذا البند بالفعل، مما أدى إلى إنفاق دفاعي إضافي يُقدر بنحو 110 مليارات يورو. ويُخصص برنامج إعادة تسليح أوروبا ما مجموعه 800 مليار يورو. هذا ليس استثناءً مؤقتاً، بل هو بداية لإعادة تخصيص دائمة للموارد العامة من التحويلات الاجتماعية إلى الأمن والبنية التحتية.
مفارقة سوق العمل وصعود الذكاء الاصطناعي
تشهد أسواق العمل في الاقتصادات المتقدمة وضعًا غير مألوف، يتسم بانخفاض التوظيف وانعدام التسريح. ففي الولايات المتحدة، بلغ معدل البطالة 4.4%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021، على الرغم من النمو الاقتصادي المعتدل. وقد انخفض معدل التوظيف إلى مستويات لم نشهدها منذ المراحل الأولى للجائحة وبعد الأزمة المالية العالمية. ويستغرق الباحثون عن عمل في المتوسط 20 أسبوعًا إضافيًا للعثور على وظيفة مقارنةً بعام 2023. وفي الوقت نفسه، تتردد الشركات في تسريح الموظفين، خشية عدم قدرتها على إيجاد كوادر مؤهلة في ظل هذه الظروف غير المستقرة. ويستحوذ قطاع الرعاية الصحية حاليًا على 47.5% من إجمالي نمو الوظائف، وهو تركيز شديد يؤكد هشاشة سوق العمل. وإذا ما تعثر هذا القطاع، فسيؤدي ذلك إلى تباطؤ زخم التوظيف بشكل عام. ويتوقع الاحتياطي الفيدرالي أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.5% بحلول أوائل عام 2026 قبل أن يشهد انخفاضًا طفيفًا. وتظهر صورة مماثلة في أوروبا، حيث بلغ معدل البطالة في المملكة المتحدة 5.1%، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات. لا تتوقع ألمانيا تحسناً كبيراً في سوق العمل لديها على الرغم من برنامج التحفيز المالي الضخم الذي أطلقته.
بلغ دور الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي نقطة تحول حاسمة في عام 2025. فما كان يُعتبر سابقًا تقنية مستقبلية تخمينية، بات يُساهم الآن بشكل ملموس في النمو الاقتصادي. وبلغت استثمارات القطاع الخاص في الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة 109.1 مليار دولار أمريكي في عام 2024، أي ما يُقارب اثني عشر ضعفًا مقارنةً بالصين، وأربعة وعشرين ضعفًا مقارنةً بالمملكة المتحدة. ولا تقتصر هذه الاستثمارات على تطوير النماذج فحسب، بل تتجه بشكل متزايد نحو البنية التحتية الداعمة، مثل مراكز البيانات، ومصادر الطاقة، وتوسيع الشبكات. يصعب تحديد آثار الإنتاجية على المدى الطويل كميًا، لكن النماذج الاقتصادية تُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُعزز الناتج المحلي الإجمالي بنحو 12% على المدى البعيد، وهو ما يفوق بكثير التأثير الفوري البالغ 3%. ومن المتوقع أن تبلغ مكاسب الإنتاجية ذروتها بعد حوالي أربعة عشر عامًا من التبني الواسع النطاق، ما يعني أن التأثيرات الأكبر لن تظهر حتى ثلاثينيات القرن الحالي. مع ذلك، وعلى المدى القصير، يبرز وضع مُتناقض: فالذكاء الاصطناعي يزيد الناتج المحلي الإجمالي دون زيادة مُتناسبة في فرص العمل. ستشهد الولايات المتحدة نموًا اقتصاديًا قويًا في عام 2025، مصحوبًا بضعف في معدلات التوظيف، ويعزى ذلك جزئيًا إلى مكاسب الإنتاجية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي. وسيتفاقم هذا التوجه في عام 2026، مما يثير تساؤلات جوهرية حول توزيع المكاسب الاقتصادية.
اتجاهات التضخم واختلاف الأسواق الناشئة
تراجع التضخم، الذي هيمن على أجندة السياسة الاقتصادية في عامي 2022 و2023، ولكنه لا يزال أكثر استمرارًا مما كانت تأمله البنوك المركزية. عالميًا، من المتوقع أن ينخفض التضخم إلى 3.6% في عام 2026، بعد أن بلغ 4.2% في عام 2025. وفي الولايات المتحدة، يُتوقع انخفاضه من 3.2% إلى 2.8%، وفي منطقة اليورو من 2% إلى 1.9%. هذه الأرقام قريبة من أهداف البنوك المركزية البالغة 2%، إلا أن التضخم الأساسي للأسعار، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة، لا يزال أكثر استمرارًا. في الولايات المتحدة، من المتوقع أن يرتفع التضخم إلى 3.5% في الربع الأخير من عام 2025 قبل أن ينخفض إلى 2.8% في الربع الأخير من عام 2026. ويعكس هذا المسار على شكل حرف U الضغط السعري المؤقت الناتج عن الرسوم الجمركية، والذي سيخفّ في النصف الثاني من عام 2026. أما تركيا، فتُعدّ حالةً شاذةً للغاية، حيث من المتوقع أن تصل معدلات التضخم فيها إلى 31.4% في عام 2025 و18.5% في عام 2026، مدفوعةً بالانخفاض الحاد في قيمة الليرة. وتجد البنوك المركزية نفسها في موقف معقد. فالبنك الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة بحذر، خشية أن يؤدي التيسير النقدي المفرط إلى زعزعة توقعات التضخم. في المقابل، يمتنع البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة، إذ يرى أن التضخم قريب من هدفه ويعتبر المزيد من التخفيضات غير ضروري. أما الأسواق الناشئة، فتُقدّم صورةً أكثر تعقيدًا، حيث تتوقع البرازيل والمكسيك والهند وجنوب إفريقيا استمرار خفض أسعار الفائدة نظرًا لأن أسعار الفائدة الحقيقية فيها لا تزال إيجابية.
ستشهد الأسواق الناشئة فترة تباين في عام 2026، مما سيُخالف الأنماط التاريخية. فبينما يتراوح متوسط النمو بين 3.5 و4 بالمئة، تكمن اختلافات جوهرية. من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الهندي بنسبة 6.2 بالمئة، مما يجعله الرابح الأبرز. تستفيد الهند من التركيبة السكانية المواتية، والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، وتنويع سلاسل التوريد العالمية بعيدًا عن الصين. تتميز البنية التحتية الرقمية في الهند بتطورها الملحوظ؛ ففي عام 2023، عالجت البلاد ما يقارب 46 بالمئة من إجمالي المدفوعات الفورية العالمية. وتُحفز استراتيجية "الصين زائد واحد" التي تتبناها الشركات العالمية الاستثمار في قطاع التصنيع في الهند وفيتنام والمكسيك. تتوقع غولدمان ساكس عوائد تتراوح بين 13 و16 بالمئة على استثمارات الأسهم في الأسواق الناشئة، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك في الأسواق المتقدمة. مع ذلك، فإن هذه الفرص موزعة بشكل غير متساوٍ. وتواجه البرازيل انتخابات رئاسية في أكتوبر 2026، والتي قد تُحدث تحولًا في السياسة الاقتصادية. تُساهم الصين والبرازيل وروسيا في خفض متوسط الأسواق الناشئة، بينما تنمو الهند وأجزاء من جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا وشرق أوروبا بمعدل أعلى من المتوسط.
خبرتنا في الاتحاد الأوروبي وألمانيا في تطوير الأعمال والمبيعات والتسويق
التركيز على الصناعة: B2B، والرقمنة (من الذكاء الاصطناعي إلى الواقع المعزز)، والهندسة الميكانيكية، والخدمات اللوجستية، والطاقات المتجددة والصناعة
المزيد عنها هنا:
مركز موضوعي يضم رؤى وخبرات:
- منصة المعرفة حول الاقتصاد العالمي والإقليمي والابتكار والاتجاهات الخاصة بالصناعة
- مجموعة من التحليلات والاندفاعات والمعلومات الأساسية من مجالات تركيزنا
- مكان للخبرة والمعلومات حول التطورات الحالية في مجال الأعمال والتكنولوجيا
- مركز موضوعي للشركات التي ترغب في التعرف على الأسواق والرقمنة وابتكارات الصناعة
الاقتصاد 2026: بين الخوف الألماني من الادخار وثورة سلاسل التوريد الصامتة
الجغرافيا السياسية، وسلوك المستهلك، وأرباح الشركات
لا تزال المخاطر الجيوسياسية عند مستوى يُعقّد التخطيط طويل الأجل ويرفع من علاوات المخاطر. ولا يُبشّر الصراع بين روسيا وأوكرانيا بحلٍّ دائم. تجري المفاوضات، لكن المواقف لا تزال متضاربة. تُطالب روسيا بنزع سلاح أوكرانيا، بينما ترى أوكرانيا وأوروبا أن أوكرانيا القوية عسكريًا ضرورية للاستقرار الإقليمي. ومن المتوقع أن تتصاعد الهجمات على البنية التحتية الحيوية من كلا الجانبين في عام 2026. وتتعرض أوروبا بشكل متزايد لعمليات روسية في المنطقة الرمادية تستهدف البنية التحتية الحيوية والمنشآت الأمنية. في الشرق الأوسط، لا يزال وقف إطلاق النار في غزة هشًا، وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا ولبنان والضفة الغربية. وتُضيف الانتخابات الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2026 مزيدًا من عدم اليقين. لا يُعدّ الأثر الاقتصادي لهذه الصراعات كارثيًا على الفور، ولكنه يزيد من تكاليف معاملات الأعمال الدولية، ويُكثّف التأمين والخدمات اللوجستية، ويؤدي إلى قرارات استثمارية دفاعية. وتحتفظ الشركات بالسيولة النقدية، وتؤجل المشاريع طويلة الأجل، وتُفضّل استراتيجيات مرنة قصيرة الأجل.
يُظهر المستهلكون في الاقتصادات المتقدمة صورةً متباينة، إذ يجمعون بين المرونة الإحصائية والحذر النفسي. ففي الولايات المتحدة، لا يزال الإنفاق الاستهلاكي قويًا، مدفوعًا بشريحة دخل عليا تُشكّل أكثر من نصف إجمالي النفقات. ويبحث 57% من المستهلكين بنشاط عن العروض، بزيادة قدرها 23 نقطة مئوية على أساس سنوي. وقد أصبح سلوك الإنفاق استراتيجيًا: إذ يُقلّص الناس إنفاقهم في بعض الفئات لزيادة إنفاقهم في فئات أخرى ذات أهمية بالنسبة لهم. ولا تزال التجارب باهظة الثمن، مثل الرحلات البحرية والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية، مطلوبة، بينما تكتسب العلامات التجارية الخاصة شعبيةً على حساب العلامات التجارية الفاخرة للسلع اليومية. أما في ألمانيا، فالوضع أكثر حدة. فقد انخفضت ثقة المستهلك إلى -26.9، وهو أدنى مستوى لها منذ أبريل 2024. ووصل معدل ادخار الأسر الألمانية إلى أعلى مستوى له منذ 17 عامًا، كرد فعل على مخاوف التضخم وعدم اليقين المحيط بإصلاحات نظام التقاعد. ويُعدّ هذا تطورًا إشكاليًا لاقتصاد يعتمد على الاستهلاك لتحويل برنامجه التحفيزي المالي الضخم إلى نمو. كان موسم عيد الميلاد في عام 2025 مخيباً للآمال، وتشير بداية عام 2026 إلى استمرار ضبط المستهلك.
تشهد أرباح الشركات نموًا قويًا ملحوظًا رغم العديد من التحديات. فقد بلغ هامش صافي الربح لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستوى قياسيًا بلغ 13.1% في الربع الثالث من عام 2025، وهو أعلى مستوى له منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2009. ومن المتوقع ارتفاعه إلى 13.9% في عام 2026، متجاوزًا بذلك المتوسط لعشر سنوات البالغ 11%. يُعزى هذا التناقض الظاهر مع الظروف الصعبة إلى خفض التكاليف بشكل كبير، والأتمتة، والتسعير الاستراتيجي. فمنذ الجائحة، أجرت الشركات تعديلات جوهرية على هياكل تكاليفها، ودمجت مساحات مكاتبها، وحسّنت قوى العمل لديها، واستثمرت في تقنيات تعزيز الكفاءة. ولا تقتصر زيادات الهوامش على قطاعات محددة، بل تشمل مختلف الصناعات، مما يشير إلى مكاسب هيكلية في الكفاءة. ويشهد القطاع المالي والتكنولوجيا والمرافق العامة أكبر زيادات في الهوامش. وهذا يثير تساؤلات جوهرية حول توزيع المكاسب الاقتصادية. فنمو الهوامش مع ركود الأجور يعني أن ثمار نمو الإنتاجية تتدفق في المقام الأول إلى أصحاب رؤوس الأموال.
التغيير الهيكلي: سلاسل التوريد، والعقارات، واقتصاد المناخ
سيكتمل تحوّل سلاسل التوريد العالمية من الكفاءة إلى المرونة إلى حد كبير بحلول عام 2026. وستُشير 55% من الشركات إلى التقلبات الاقتصادية باعتبارها أكبر المخاطر التي تواجهها، تليها التعريفات الجمركية والحواجز التجارية بنسبة 48%، ثم عدم الاستقرار الجيوسياسي بنسبة 38%. وسيصبح تعدد مصادر التوريد والتنويع الجغرافي ممارسةً شائعة. وسيصبح مفهوم "الإنتاج في الوقت المناسب" عتيقًا؛ إذ ستحتفظ الشركات بمخزونات أعلى وتُنشئ طاقات إنتاجية فائضة. سيؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج، ولكنه سيعزز أيضًا القدرة على الصمود في وجه الصدمات. وسيترسخ التوجه نحو الإنتاج في مناطق قريبة كاستراتيجية مهيمنة. بالنسبة للشركات الأمريكية، يعني هذا نقل الإنتاج إلى المكسيك؛ وبالنسبة للشركات الأوروبية، إلى أوروبا الشرقية. وستستثمر الشركات الصينية بكثافة في جنوب شرق آسيا للتحايل على الحواجز الجمركية. ولا تُعدّ عمليات النقل هذه تعديلات تكتيكية قصيرة الأجل، بل هي إعادة تنظيم استراتيجية طويلة الأجل مع استثمارات رأسمالية مُقابلة في المصانع والبنية التحتية والتدريب.
يشهد قطاع العقارات تبايناً ملحوظاً في الاتجاهات بين المناطق. ففي الولايات المتحدة، تتوقع الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين زيادة بنسبة 14% في مبيعات المنازل لعام 2026، مدفوعةً بانخفاض طفيف في معدلات الرهن العقاري وتزايد المعروض من المساكن. ومن المتوقع أن ينخفض متوسط معدل الرهن العقاري من 6.6% إلى 6.3%، مما سيتيح لنحو 5.5 مليون أسرة إضافية فرصة امتلاك منزل. وسترتفع أسعار المنازل بشكل معتدل بنسبة تتراوح بين 2% و4%، وهو تباطؤ ملحوظ مقارنةً بالسنوات السابقة. وينتقل السوق من وضعٍ يميل لصالح البائعين إلى وضعٍ متوازن، حيث لا يتمتع أيٌّ من المشترين أو البائعين بمزايا هيكلية. ومن المتوقع أن تشهد 22 مدينة أمريكية انخفاضاً في الأسعار، يتركز في المناطق التي شهدت ارتفاعاً مفرطاً في الأسعار خلال فترة الجائحة. أما في الصين، فتتفاقم أزمة الإسكان. فعلى الرغم من التدخل الحكومي المكثف، لا تزال أسعار المنازل تحت ضغط، وثقة المشترين مهتزة بشدة. ويشهد قطاع العقارات، الذي يمثل تقليدياً ربع الناتج الاقتصادي للصين، انكماشاً هيكلياً، مما يعيق الجهود المبذولة لتحفيز الطلب المحلي.
سيدخل علم اقتصاديات المناخ مرحلةً في عام 2026 حيث لن يكون الضرر الاقتصادي مجرد افتراض، بل قابلاً للقياس الكمي في الواقع. وتشير الدراسات العلمية إلى أن الناتج الاقتصادي العالمي سينخفض بنسبة 17% بحلول منتصف القرن مقارنةً بما كان عليه لولا تغير المناخ، أي ما يعادل خسائر بقيمة 32 تريليون دولار. وسيؤثر هذا الضرر بشكل غير متناسب على المناطق الأفقر، مما سيفاقم أوجه عدم المساواة القائمة. في الوقت نفسه، تتسارع الاستثمارات في التحول الطاقي. فقد بلغت الاستثمارات العالمية في الطاقة حوالي 3.3 تريليون دولار في عام 2025، منها 2.2 تريليون دولار مخصصة لتقنيات الطاقة النظيفة. ويُوجَّه ثلثا كل دولار مُستثمَر بالفعل نحو مصادر الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، وشبكات الكهرباء، وتخزين الطاقة، وتدابير كفاءة الطاقة. وتخطط أوروبا لتقديم دعم مالي كبير للمناخ والبنية التحتية، حيث خصصت ألمانيا أكثر من 100 مليار يورو لإزالة الكربون. ويتزايد استهلاك الكهرباء بشكل كبير بسبب مراكز البيانات، والكهرباء، والذكاء الاصطناعي، مما يزيد من الحاجة المُلحة لتوسيع قدرة الطاقة المتجددة. أصبح الاستقلال في مجال الطاقة أولوية استراتيجية، خاصة في أوروبا وآسيا، حيث يجري معالجة الحاجة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.
خطوط الصدع المجتمعية: عدم المساواة والصحة النفسية
بلغ التفاوت الاجتماعي مستويات تهدد الاستقرار السياسي. يكشف تقرير التفاوت العالمي لعام 2026 بوضوح أن أغنى 0.001% من سكان العالم - أي أقل من 60 ألف مليونير - يمتلكون ثروة تفوق ثلاثة أضعاف ثروة النصف الأفقر من البشرية مجتمعين. وفي كل منطقة تقريبًا، يمتلك أغنى 1% ثروة تفوق ثروة 90% الأفقر. يبلغ متوسط الإنفاق على التعليم لكل طفل في أفريقيا جنوب الصحراء 200 يورو فقط، مقارنةً بـ 7400 يورو في أوروبا و9000 يورو في أمريكا الشمالية - أي بنسبة 1 إلى 40، ما يعادل ثلاثة أضعاف الفجوة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي تقريبًا. تُرسّخ هذه الفوارق جغرافية الفرص التي تُفاقم وتُديم التسلسل الهرمي للثروة العالمية. ولا تزال فجوة الأجور بين الجنسين قائمة: إذ لا تكسب النساء في جميع أنحاء العالم سوى 61% مما يكسبه الرجال في الساعة، باستثناء العمل غير المدفوع الأجر. وعند إضافة العمل المنزلي غير المدفوع الأجر ورعاية المسنين، ينخفض هذا الرقم إلى 32%. في كل منطقة، تعمل النساء ساعات أكثر من الرجال عند احتساب العمل غير المدفوع الأجر. وقد تشرذمت الأنظمة السياسية في الديمقراطيات الغربية. وانهارت أنماط التصويت التقليدية القائمة على الطبقة، حيث كان ذوو الدخل المنخفض يصوتون لليسار والأثرياء لليمين. ويميل الناخبون ذوو التعليم العالي والدخل المنخفض إلى اليسار، بينما يميل الناخبون ذوو التعليم الأقل والدخل الأعلى إلى اليمين. هذا التشرذم يجعل من الصعب تشكيل تحالفات واسعة لإعادة توزيع الثروة. وينهار نظام الضرائب التصاعدية عند القمة: فغالباً ما يدفع أصحاب الملايين والمليارات ضرائب أقل نسبياً من غالبية السكان.
تطورت الصحة النفسية في مكان العمل من قضية هامشية إلى محرك رئيسي للإنتاجية. يُولي جيل زد، الذي يُمثل شريحة متنامية من القوى العاملة، أهمية بالغة للصحة النفسية عند اختيار جهة العمل. يُفضل 80% من موظفي جيل زد في هونغ كونغ ترتيبات العمل الهجينة، وهو تفضيل يكتسب رواجًا عالميًا. تتجه الشركات نحو الابتعاد عن برامج مساعدة الموظفين التقليدية، والتوجه نحو حلول شاملة للصحة النفسية تُعطي الأولوية للرعاية المكثفة، والقياس القائم على النتائج، والوصول الرقمي. يُؤدي تجزئة الحياة العملية والشخصية، الناجمة عن النماذج الهجينة، إلى ضغوطات جديدة، حيث يُعد الشعور بالعزلة وعدم وضوح الحدود بين العمل والحياة الشخصية من المشكلات الشائعة. الشركات التي تتجاهل الصحة النفسية تخسر في المنافسة على استقطاب المواهب. لقد ثبتت جدوى الاستثمار في الصحة النفسية تجريبيًا: انخفاض معدلات التغيب عن العمل، وزيادة الإنتاجية، وانخفاض معدل دوران الموظفين، كلها عوامل تُبرر التكاليف بشكل كبير.
التنظيم والتركيبة السكانية والتحول الرقمي
سيصل تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية إلى مرحلة من التقارب في عام 2026. وسيدخل قانون تنظيم أسواق الأصول المشفرة الأوروبية (MiCA) حيز التنفيذ الكامل، واضعًا معايير لمقدمي خدمات الأصول المشفرة، ومصدري العملات المستقرة، وضوابط مكافحة إساءة استخدام السوق. وقد وضعت الولايات المتحدة إطارًا تنظيميًا من خلال قانون GENIUS وقانون CLARITY، يخضع العملات المستقرة لمعايير مماثلة لتلك المطبقة على الأدوات المالية التقليدية. وسيتيح إطار الإبلاغ عن الأصول المشفرة، بقيادة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تبادل المعلومات بين السلطات الضريبية بدءًا من عام 2027. ويساهم هذا الوضوح التنظيمي في الحد من فرص المراجحة بين الولايات القضائية، ودمج العملات المشفرة في النظام المالي التقليدي. ويجذب التنظيم الناضج المستثمرين المؤسسيين الذين كانوا يترددون سابقًا بسبب عدم اليقين القانوني. وتكتسب العملات المستقرة والعملات الرقمية للبنوك المركزية أهمية متزايدة، حيث أنشأت هونغ كونغ نظام ترخيص خاصًا لمصدري العملات المستقرة. ولا تزال عملة البيتكوين هي الركيزة الأساسية للسوق، بينما تخضع منصات التمويل اللامركزي (DeFi) بشكل متزايد للرقابة التنظيمية.
يمثل شيخوخة القوى العاملة في الاقتصادات المتقدمة والصين أحد أهم التحديات الاقتصادية في العقود القادمة. فقد تضاعفت نسبة العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا منذ عام 2000. ومن المتوقع أن ينخفض حجم السكان في سن العمل بنسبة تصل إلى 10% في العديد من البلدان بحلول عام 2050. ويعني وجود قوة عاملة أكبر سنًا وأصغر حجمًا انخفاض الناتج الاقتصادي، وتباطؤ النمو، وتفاقم نقص العمالة في القطاعات الحيوية، وانخفاض الإيرادات الضريبية. وقد رفعت الصين سن التقاعد للرجال من 60 إلى 63 عامًا وللنساء من 55 إلى 58 عامًا لمواجهة الأزمة الديموغرافية. ورغم زيادة مشاركة كبار السن في سوق العمل، إلا أن الكثيرين منهم يتركون العمل قبل الأوان. وتؤثر اضطرابات سوق العمل بشدة على كبار السن بشكل خاص: فهم يعانون من البطالة لفترات أطول، ويقل احتمال عثورهم على وظائف جديدة، ويتكبدون خسائر أكبر في الأجور. وتتفاوت إنتاجية كبار السن: إذ تتناقض خبرتهم مع تراجع قدراتهم البدنية والمعرفية. كما تختلف قدرتهم على التكيف مع التقنيات الجديدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، اختلافًا كبيرًا. ولا يزال التمييز على أساس السن يشكل عائقًا كبيرًا.
تطورت تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من ممارسة طوعية إلى ضرورة تنظيمية. إذ يُلزم توجيه الاتحاد الأوروبي بشأن تقارير استدامة الشركات الشركات الكبيرة المدرجة في البورصة بتقديم إفصاحات مفصلة حول الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة لعملياتها. ويجب التعامل مع هذه المعلومات بنفس دقة التعامل مع المعلومات المالية، وهو تحول جذري ينقل الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من قسم العلاقات العامة إلى مجلس الإدارة. ويتزايد طلب المستثمرين على بيانات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الموثوقة لاتخاذ قرارات تخصيص رأس المال. وتتمتع الشركات التي لديها برامج قوية في هذا المجال، واحتياطيات شفافة، وعمليات آمنة، بوضع أفضل، حيث يفضل المنظمون المنصات المرخصة والخاضعة لرقابة صارمة. ومع ارتفاع تكاليف الامتثال، يخلق ذلك عوائق أمام دخول الشركات ذات رأس المال الأقل. وتشمل مجالات النمو الأصول المُرمّزة، والبنية التحتية للتمويل اللامركزي المنظمة، وإثبات الهوية على سلسلة الكتل، وحلول الدفع عبر الحدود التي تتوافق مع قواعد الإبلاغ والإفصاح الجديدة.
بحلول عام 2026، سيتسارع التحول الرقمي ليتجاوز مجرد تبني التكنولوجيا، وصولاً إلى إعادة هيكلة جذرية لنماذج الأعمال. وستتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والأتمتة الفائقة، والحوسبة الطرفية، والتوائم الرقمية، والحوسبة الكمومية من مشاريع تجريبية إلى أنظمة إنتاجية. وبحلول عام 2028، يُمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي المستقلة بدء وتنفيذ 90% من المعاملات التجارية بين الشركات، ما يُمثل حجم أعمال تراكمي يتجاوز 15 تريليون دولار، تُدار بالكامل بواسطة الآلات. وستُصبح بنى أمن "انعدام الثقة" هي المعيار، حيث سيتقادم أمن المحيط التقليدي في البيئات الهجينة والسحابية. وستُمكّن شبكات الجيل الخامس (5G) والأجيال اللاحقة منها من اتصال واسع النطاق لأجهزة إنترنت الأشياء، واتصالات فائقة الموثوقية ومنخفضة زمن الاستجابة. وستُحدث عمليات الذكاء الاصطناعي في مجال تكنولوجيا المعلومات (AIOps) ثورة في عمليات تكنولوجيا المعلومات من خلال تحليلات البيانات في الوقت الفعلي، والكشف التنبؤي عن الأعطال، والتحسين الآلي للأداء. وستُتيح منصات البرمجة منخفضة التعليمات البرمجية ومنصات البرمجة بدون تعليمات برمجية إمكانية الوصول إلى تطوير البرمجيات، ما يسمح لمستخدمي الأعمال ببناء تطبيقات دون الحاجة إلى معرفة متعمقة بالبرمجة. وتُعزز هذه الاتجاهات بعضها بعضًا، وتُنشئ بيئة يصبح فيها الكفاءة التكنولوجية ضرورة للبقاء.
خبرتنا الصناعية والاقتصادية العالمية في تطوير الأعمال والمبيعات والتسويق
التركيز على الصناعة: B2B، والرقمنة (من الذكاء الاصطناعي إلى الواقع المعزز)، والهندسة الميكانيكية، والخدمات اللوجستية، والطاقات المتجددة والصناعة
المزيد عنها هنا:
مركز موضوعي يضم رؤى وخبرات:
- منصة المعرفة حول الاقتصاد العالمي والإقليمي والابتكار والاتجاهات الخاصة بالصناعة
- مجموعة من التحليلات والاندفاعات والمعلومات الأساسية من مجالات تركيزنا
- مكان للخبرة والمعلومات حول التطورات الحالية في مجال الأعمال والتكنولوجيا
- مركز موضوعي للشركات التي ترغب في التعرف على الأسواق والرقمنة وابتكارات الصناعة
كفى أملاً: لماذا أصبحت الرغبة في الحياة الطبيعية الآن خطيرة؟
معضلة الطاقة والحاجة إلى الإصلاح
سيبلغ التحول في قطاع الطاقة منعطفًا حاسمًا في عام 2026، حيث تصطدم الأهداف الطموحة بالواقع المادي والاقتصادي. أصبح هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية شبه مستحيل التحقيق؛ فبمعدلات الانبعاثات الحالية، سينفد مخزون الكربون في أقل من أربع سنوات. وسيؤدي استمرار السياسات الحالية إلى ارتفاع درجة الحرارة بنحو 2.8 درجة مئوية، وحتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، مع التنفيذ الكامل لجميع المساهمات الوطنية المشروطة، لن يتجاوز الارتفاع 1.9 درجة مئوية. ارتفعت الانبعاثات في عام 2024 بمعدل أسرع بأربع مرات من متوسط العقد الماضي (2010-2019)، وهو معدل مماثل لمعدل العقد الأول من الألفية الثانية. ومع ذلك، تتسارع الاستثمارات في الطاقة المتجددة. وتتزايد حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء بسرعة، مدفوعة بانخفاض التكاليف والضغوط التنظيمية. وتتحول مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات إلى مستهلك رئيسي للكهرباء، مما يخلق، على نحو متناقض، ضغطًا على شبكات الكهرباء وحوافز للاستثمار في قدرات الطاقة المتجددة. وتُموّل اتفاقيات شراء الطاقة مع شركات التكنولوجيا مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الضخمة. تتطور طاقة الرياح البحرية وتخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر من تقنيات متخصصة إلى حلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع. لا يكمن التحدي في التقنية نفسها، بل في سرعة التنفيذ والإرادة السياسية اللازمة للتغلب على مصالح الوقود الأحفوري.
يقف الاقتصاد العالمي على مفترق طرق في عام 2026، حيث تتصادم الاستقرارية قصيرة الأجل مع التحولات طويلة الأجل. ويُعدّ تجنّب الركود بعد سنوات من الصدمات المتعددة إنجازًا لا يُستهان به. إلا أن هذا الاستقرار هشّ، وقد جاء بثمن باهظ. فقد استُنفدت الموارد المالية، وبلغت الديون مستويات قياسية، ولا تزال التوترات الجيوسياسية قائمة، ووصل التفاوت الاجتماعي إلى مستويات تُزعزع استقرار الأنظمة السياسية. والأمل في عودة الأمور إلى طبيعتها ببساطة ليس إلا ضربًا من ضروب التمني. فالتشوهات الهيكلية التي تراكمت خلال السنوات القليلة الماضية تتطلب إصلاحات جذرية يصعب تنفيذها سياسيًا. إن تفتت التجارة العالمية ليس أمرًا مؤقتًا، بل يُنذر بعهد جديد من القومية الاقتصادية. كما أن تركز الثروة والدخل في أعلى الهرم الاجتماعي ليس نتيجة لقوى السوق الحتمية، بل هو انعكاس لقرارات سياسية مدروسة بشأن الأنظمة الضريبية واللوائح والتحويلات الاجتماعية. وتتفاقم أزمة المناخ، في حين تفتقر الساحة السياسية إلى الإرادة اللازمة لاتخاذ تدابير جذرية. يعد التقدم التكنولوجي، وخاصة الذكاء الاصطناعي، بزيادة الإنتاجية، ولكن بدون آليات مؤسسية للتوزيع العادل لهذه المكاسب، هناك خطر من حدوث استقطاب أكبر بين رأس المال والعمل.
استنفدت البنوك المركزية إلى حد كبير أدواتها التقليدية وغير التقليدية. قد توفر المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة دفعة نمو قصيرة الأجل، لكنها لا تحل المشكلات الهيكلية مثل ضعف الإنتاجية، وتقلص القوى العاملة، أو تجزئة سلاسل التوريد. تتعرض السياسة المالية لضغوط من أولويات متضاربة: فالمجتمعات التي تشيخ تطالب بزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، والتوترات الجيوسياسية تتطلب استثمارات دفاعية، وأزمة المناخ تتطلب إنفاقًا ضخمًا على البنية التحتية، ويجب خفض العجز. إن تحقيق هذا التوازن مستحيل رياضيًا؛ سياسيًا، ستكون التسويات ضرورية ولن ترضي أحدًا. سينمو الاقتصاد العالمي في عام 2026، لكن هذا النمو سيكون غير متساوٍ، قويًا في بعض المناطق، وبالكاد ملحوظ في مناطق أخرى. إن مرونة النظام ملحوظة، لكن لا ينبغي الخلط بينها وبين الصحة. فالكائن الحي الذي يعمل فقط من خلال التحفيز الدائم ليس سليمًا، بل هو كائن معتمد على غيره. إن رؤية عودة الأمور إلى نصابها تعني العودة إلى حالة سابقة، لكن تلك الحالة نفسها كانت إشكالية، إذ اتسمت باختلالات غير مستدامة تفجرت في نهاية المطاف. إن التقدم للأمام لا يؤدي إلى التراجع، بل إلى الوصول، من خلال تعديلات مؤلمة، إلى توازن جديد لا تزال معالمه غير واضحة.
آفاق: ما وراء الأوهام
يُبشّر نمو الأسواق الناشئة بأملٍ، لكن حتى في هذه الأسواق، تتوزع النجاحات بشكلٍ غير متكافئ. فالهند وفيتنام وأجزاء من أفريقيا تشهد نموًا ديناميكيًا، بينما تتخلف الدول التي تعاني من الصراعات أو سوء الإدارة الاستبدادية. ويتزايد التباين داخل مجموعة الاقتصادات الناشئة، ويفقد مفهوم التكتل المتجانس أهميته. أما الصين، التي كانت يومًا ما محركًا للتوسع العالمي، فتواجه مشاكل هيكلية لا يمكن حلها بأي قدر من السياسات الاقتصادية السخية. ويُعد فائض الحساب الجاري الصيني مؤشرًا على اقتصاد يُنتج أكثر مما يستهلك، وهو خلل جوهري ذو تداعيات عالمية. وتواجه أوروبا تحدي اللحاق بعقود من الاستثمار المُهمل، في حين تواجه في الوقت نفسه شيخوخة السكان وحالة عدم استقرار جيوسياسي مستمر. وتُجري ألمانيا تصحيحًا ملحوظًا لمسارها من خلال برنامجها المالي الضخم، لكن يبقى أن نرى ما إذا كان هذا التحفيز كافيًا لحل المشاكل الهيكلية.
تشهد أسواق العمل حالة من الركود المتوتر. فالشركات لا توظف بسبب عدم يقينها بشأن المستقبل، لكنها في الوقت نفسه لا تسرح الموظفين حرصًا على عدم فقدان العمالة الماهرة. ويبقى الباحثون عن عمل عاطلين عن العمل لفترات أطول، ويتناقص التنقل بين الوظائف. هذا الوضع غير مستدام. فإما أن يتبدد عدم اليقين ويعود التوظيف إلى الارتفاع، أو أن يتجلى هذا عدم اليقين في صدمات حقيقية تجبر الشركات على تسريح العمال. إن الوضع الراهن المتمثل في "انخفاض التوظيف وعدم التسريح" هو توازن مؤقت، وليس حالة مستقرة. يُغير الذكاء الاصطناعي هيكل أسواق العمل بوتيرة أسرع مما يُقر به الخطاب العام. وتتزايد أتمتة المهام الروتينية، سواء البدنية أو المعرفية. وأصبحت القدرة على التفاعل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحكم بها مهارة أساسية. وبدون استثمارات ضخمة في إعادة التدريب والتعليم المستمر، يهددنا خطر البطالة الهيكلية، مما يُفاقم التوترات الاجتماعية.
لم تُغرق النزاعات التجارية الاقتصاد العالمي في ركود، لكنها جعلته أكثر تجزؤًا، وأقل كفاءة، وأكثر تكلفة. أصبحت سلاسل التوريد أطول وأكثر تعقيدًا وأكثر تكرارًا. قد يُعزز هذا من مرونة الاقتصاد، ولكنه يُقلل من كفاءته. إن مكاسب العولمة، التي غذّت النمو لعقود، تتراجع جزئيًا. قد تُفيد الحمائية بعض الصناعات على المدى القصير، لكنها على المدى الطويل تُفقر الجميع. تعمل الرسوم الجمركية المفروضة في عام 2025 كضريبة استهلاك، وتؤثر بشكل أساسي على الأسر الفقيرة. إن الاقتصاد السياسي للحمائية مُختل: مكاسب مُركّزة لقلة من المُنتجين مقابل تكاليف مُنتشرة على العديد من المُستهلكين. المصالح المُركّزة قابلة للتعبئة السياسية، بينما تبقى التكاليف المُنتشرة غير مرئية في الإحصاءات. فقط عندما تُصبح هذه التكاليف واضحة، عندما يُصبح التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية ملحوظًا، سيكون هناك ضغط سياسي لتغيير المسار. ولكن بحلول ذلك الوقت، سيكون الضرر قد وقع.
تُشكّل أزمة المناخ أكبر تهديد طويل الأمد للاستقرار الاقتصادي، ومع ذلك، غالبًا ما تُطغى عليها الأزمات قصيرة الأجل. يتزايد الضرر الناجم عن الظواهر الجوية المتطرفة بشكل ملحوظ؛ إذ تُؤثر موجات الجفاف والفيضانات والحرارة على الزراعة والبنية التحتية والصحة. وترتفع تكاليف التكيف بشكل كبير كلما طال أمد تأخير اتخاذ إجراءات حاسمة. تُعدّ الاستثمارات في الطاقات المتجددة مُبهرة، لكنها لا تُغني عن قدرة الوقود الأحفوري بالسرعة الكافية. يتزايد استهلاك الكهرباء بوتيرة أسرع من وتيرة إضافة قدرة الطاقة المتجددة، وذلك نتيجةً للكهرباء والرقمنة. ومن المفارقات أن هذا يُطيل عمر محطات توليد الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، والتي ينبغي في الواقع إيقاف تشغيلها. يُمثّل التحوّل في قطاع الطاقة تحديًا تقنيًا واقتصاديًا، وقبل كل شيء، سياسيًا. تتمتع مصالح الوقود الأحفوري بنفوذ واسع وعلاقات قوية، وتُدافع بشراسة عن مواقعها. وبدون ضغوط تنظيمية وأسعار واضحة لثاني أكسيد الكربون، سيظل التحوّل بطيئًا للغاية.
لا يقتصر التفاوت الاجتماعي على كونه مسألة عدالة فحسب، بل يمتد ليشمل الكفاءة الاقتصادية. يؤدي التركيز المفرط للثروة إلى ضعف الطلب، إذ يستهلك الأثرياء نسبة أقل من دخلهم. من شأن الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية للشرائح الأفقر من السكان أن يحقق عوائد اجتماعية عالية، إلا أنه يعاني من نقص التمويل. يُصعّب الاستقطاب السياسي الناجم عن التفاوت عملية وضع سياسات رشيدة. تُعدّ الحركات الشعبوية، يمينًا ويسارًا، في المقام الأول أعراضًا لانعدام الأمن الاقتصادي والشعور بالظلم. وبدون إعادة توزيع جوهرية واستثمار في الخدمات العامة، سيتفاقم هذا الاستقطاب. ينهار مبدأ تصاعدية الضرائب عند القمة، وتُفرض ضرائب على مكاسب رأس المال بمعدل أقل من الدخل المكتسب، وتُتيح الملاذات الضريبية التهرب الضريبي القانوني. هذه الهياكل ليست طبيعية، بل هي نتاج سياسي، ويمكن تغييرها سياسيًا. مع ذلك، يتطلب هذا إرادة سياسية، تعيقها تشتت الناخبين.
تُعدّ أزمة الصحة النفسية وباءً صامتاً ذا تكاليف اقتصادية باهظة. فالإرهاق والاكتئاب واضطرابات القلق تُقلّل الإنتاجية، وتزيد من التغيّب عن العمل، وترفع تكاليف الرعاية الصحية. والشركات التي تتجاهل هذه المشكلة تخسر في المنافسة على استقطاب المواهب. يُعبّر جيل الألفية بوضوح عن احتياجاته، ويختار أصحاب العمل بناءً على دعمهم للصحة النفسية. توفر نماذج العمل الهجينة مرونةً، لكنها تُضيف أعباءً جديدةً من خلال العزلة وتداخل حدود العمل والحياة الشخصية. يُتيح التحوّل الرقمي للعمل التعاون العالمي، ولكنه يُولّد أيضاً توافراً مستمراً وتدفقاً هائلاً من المعلومات. وبدون حدود مؤسسية وتوقعات واضحة بشأن التوافر، يُصبح العمل الرقمي مُعرّضاً لأن يُصبح عبئاً دائماً. الاستثمار في الصحة النفسية ليس ترفاً، بل ضرورة اقتصادية في الاقتصادات القائمة على المعرفة.
تحذير أخير قبل المهرجان
إن الاقتصاد العالمي في نهاية عام 2025 أكثر مرونة مما كان يخشاه الكثيرون، ولكنه أكثر هشاشة مما يأمله معظمهم. إن التصور بأن كل شيء سيعود إلى طبيعته هو في أحسن الأحوال سذاجة، وفي أسوأها خطورة، لأنه يؤخر التعديلات الضرورية. لن تُحل المشاكل الهيكلية المتراكمة على مدى عقود بالتمني أو بإجراءات تحفيزية مؤقتة. ما نحتاجه هو إصلاحات جذرية في الأنظمة الضريبية، والسياسات الاجتماعية، والتجارة، وسياسات المناخ، والحوكمة. هذه الإصلاحات صعبة سياسياً لأنها تتحدى المصالح القائمة وتتطلب تكاليف قصيرة الأجل لتحقيق مكاسب طويلة الأجل. أما البديل، وهو الاستمرار في الوضع الراهن، فيؤدي إلى تآكل تدريجي للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، مما ينتج عنه في النهاية انهيارات لا يمكن السيطرة عليها.
إن الأمل الذي يلوح في الأفق قبل عيد الميلاد عام 2025 بأن الأمور ستتحسن في العام المقبل أمرٌ مفهوم، ولكنه لا يستند إلى أسس اقتصادية متينة. سيحمل عام 2026 تحديات تتطلب القدرة على التكيف، والشجاعة السياسية، والتعاون الدولي. سيستمر تشرذم الاقتصاد العالمي، ولن تختفي التوترات الجيوسياسية، وستتفاقم أزمة المناخ، وستزداد التوترات الاجتماعية ما لم تُتخذ خطوات جوهرية للحد من عدم المساواة. ومع ذلك، توجد أيضًا فرص. فالتقدم التكنولوجي، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقات المتجددة، يُتيح إمكانات لزيادة الإنتاجية وخفض الانبعاثات الكربونية. وتُظهر الأسواق الناشئة، وخاصة الهند وأجزاء من جنوب شرق آسيا، نموًا ديناميكيًا. وتسعى أوروبا للخروج من حالة الركود من خلال البرنامج المالي الألماني. وتُظهر الولايات المتحدة مرونة اقتصادية رغم الاستقطاب السياسي.
ليس السؤال ما إذا كان الاقتصاد العالمي سينمو في عام 2026؛ فهو سينمو، وإن كان نموًا معتدلًا. السؤال هو: من سيستفيد من هذا النمو؟ وهل هو مستدام؟ وهل سيعزز التماسك الاجتماعي أم سيضعفه؟ وهل سيرسي دعائم ازدهار طويل الأمد أم سيزيد من حدة التفاوتات القائمة؟ تعتمد الإجابات على هذه الأسئلة على القرارات السياسية المتخذة في البرلمانات والحكومات والمنظمات الدولية. يوفر علم الاقتصاد الأدوات التحليلية ويحدد مسارات العمل، لكن الاختيار بين هذه الخيارات سياسي. يجب ترجمة الرغبة الطموحة في تحقيق تحول جذري إلى تدابير سياسية ملموسة، وأنظمة ضريبية تصاعدية، واستثمارات في التعليم والبنية التحتية، وتعاون دولي لمواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ والأوبئة. بدون هذه الترجمة، تبقى الرغبة مجرد أمل بلا أساس، وراحة بلا جدوى، ووهم يحجب الواقع. لا يمكن للتحليل الاقتصادي قبل عيد الميلاد 2025 أن ينتهي برسائل احتفالية لأن البيانات ببساطة لا تدعم ذلك. لا يمكن أن ينتهي الأمر إلا بنداء: التحديات معروفة، والأدوات متاحة، ووقت العمل هو الآن، قبل أن يتفاقم هشاشة النظام إلى أزمات مفتوحة لا تترك خياراً.
شريكك العالمي في التسويق وتطوير الأعمال
☑️ لغة العمل لدينا هي الإنجليزية أو الألمانية
☑️ جديد: المراسلات بلغتك الوطنية!
سأكون سعيدًا بخدمتك وفريقي كمستشار شخصي.
يمكنك الاتصال بي عن طريق ملء نموذج الاتصال أو ببساطة اتصل بي على +49 89 89 674 804 (ميونخ) . عنوان بريدي الإلكتروني هو: ولفنشتاين ∂ xpert.digital
إنني أتطلع إلى مشروعنا المشترك.
☑️ دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإستراتيجية والاستشارات والتخطيط والتنفيذ
☑️ إنشاء أو إعادة تنظيم الإستراتيجية الرقمية والرقمنة
☑️ توسيع عمليات البيع الدولية وتحسينها
☑️ منصات التداول العالمية والرقمية B2B
☑️ رائدة تطوير الأعمال / التسويق / العلاقات العامة / المعارض التجارية
🎯🎯🎯 استفد من خبرة Xpert.Digital الواسعة والمتنوعة في حزمة خدمات شاملة | تطوير الأعمال، والبحث والتطوير، والمحاكاة الافتراضية، والعلاقات العامة، وتحسين الرؤية الرقمية

استفد من الخبرة الواسعة التي تقدمها Xpert.Digital في حزمة خدمات شاملة | البحث والتطوير، والواقع المعزز، والعلاقات العامة، وتحسين الرؤية الرقمية - الصورة: Xpert.Digital
تتمتع Xpert.Digital بمعرفة متعمقة بمختلف الصناعات. يتيح لنا ذلك تطوير استراتيجيات مصممة خصيصًا لتناسب متطلبات وتحديات قطاع السوق المحدد لديك. ومن خلال التحليل المستمر لاتجاهات السوق ومتابعة تطورات الصناعة، يمكننا التصرف ببصيرة وتقديم حلول مبتكرة. ومن خلال الجمع بين الخبرة والمعرفة، فإننا نولد قيمة مضافة ونمنح عملائنا ميزة تنافسية حاسمة.
المزيد عنها هنا:


























