
وزير الشؤون الرقمية الاتحادي، الدكتور فولكر ويسينغ: كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟ وأين يمكن استخدامه بفعالية؟ – الصورة: MISSION AI / ستيفان ويلاند
التكنولوجيا تلتقي بالثقة: افتتاح مركز جديد للذكاء الاصطناعي
وزير الشؤون الرقمية الاتحادي، الدكتور فولكر ويسينغ، يفتتح مساحة تفاعلية لتجربة الذكاء الاصطناعي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي؟ وأين يمكن استخدامه بفعالية؟ والأهم من ذلك: ما الذي يجعله جديراً بالثقة؟ يمكن للمهتمين الآن استكشاف هذه الأسئلة في مركز الابتكار والجودة للذكاء الاصطناعي في برلين. وقد افتتح وزير الشؤون الرقمية الاتحادي، الدكتور فولكر فيسينغ، رسمياً اليوم مساحة التجربة التفاعلية في المتحف الألماني للتكنولوجيا.
يضم المعرض ثمانية معروضات مبتكرة تُبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية، بدءًا من نماذج الكلام والتعرف على الصور وصولًا إلى التطبيقات الطبية. ويُعدّ مركز IQZ عنصرًا أساسيًا في مبادرة MISSION AI، التي تهدف الحكومة الألمانية من خلالها إلى تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في ألمانيا ودعم قدرتها التنافسية الرقمية.
بناء الثقة من خلال المعرفة
في حفل الافتتاح، أكد الدكتور فولكر ويسينغ على أهمية الذكاء الاصطناعي لمستقبل ألمانيا قائلاً: "نحن بصدد إنشاء بيئة تُمكّن المواطنين من اختبار كيف يُحسّن الذكاء الاصطناعي حياتهم. ويُعدّ بناء الثقة في التقنيات الحديثة أمراً أساسياً لتحقيق ذلك. نحن بحاجة إلى بيئة إيجابية مُشجّعة على الابتكار للتقنيات الجديدة في مجتمعنا واقتصادنا. بدون الذكاء الاصطناعي، لن نكون قادرين على المنافسة في المستقبل. يجب علينا تطبيقه على نطاق واسع - في الطب، والإدارة، والخدمات اللوجستية، وفي جميع قطاعات الاقتصاد. يهدف هذا المعرض إلى تبديد المخاوف وإقناع الناس بالمزايا العملية للذكاء الاصطناعي. وبعد معرض كايزرسلاوترن، نُرسل الآن في برلين رسالة قوية لتطوير ذكاء اصطناعي موثوق به "صُنع في ألمانيا".
علامة فارقة لألمانيا كموقع للابتكار
أكد مانفريد راوهماير، رئيس مؤسسة أكاتيك، على أهمية المركز الجديد قائلاً: "يمثل مركز برلين للابتكار والجودة علامة فارقة. فهو يحفز الأفراد على المساهمة الفعّالة في صياغة المستقبل، الذي يمكن أن تنبثق منه حلول فعّالة حقاً للمنافسة العالمية في اقتصاد البيانات القائم على الذكاء الاصطناعي. ويجسد مركز برلين للابتكار والجودة جهود مبادرة MISSION AI ومؤسسة أكاتيك بأكملها: فنحن نعزز التعاون ما قبل التنافسي، ونبادر إلى اتخاذ إجراءات منسقة، وبالتالي نمكّن من التطوير المشترك لأنظمة بيئية مزدهرة للابتكار ونقل المعرفة."
أكد يواكيم برونينغر، مدير المتحف الألماني للتكنولوجيا، على أهمية الموقع قائلاً: "يمثل المتحف الألماني للتكنولوجيا الرابط بين الإنسان والتكنولوجيا، وبين تاريخ التكنولوجيا ومستقبلها. وهذا ما يجعله الموقع الأمثل لمعرض IQZ برلين. ومن خلال معرض الذكاء الاصطناعي الجديد، نقدم لزوارنا تجربة استكشافية شيقة لتكنولوجيا باتت تؤثر بشكل كبير على حياتنا."
تجربة تفاعلية للجميع
يُتيح المعرض، الذي يستمر حتى نهاية العام في منطقة التحميل (القاعة 6) بالمتحف الألماني للتكنولوجيا، فرصةً تفاعليةً لاستكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة. فعلى سبيل المثال، يمكن للزوار التفاعل مع نموذج لغوي قائم على الذكاء الاصطناعي، أو اختبار مهاراتهم في تقنية التعرف على الصور، أو التعرف على كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين وضعية الجسم في مكان العمل.
من أبرز ما يميز المعرض استخدام نظارات الواقع المختلط، التي تتيح للزوار تجربة فريدة تُمكّنهم من الانغماس داخل جسم الإنسان، والاطلاع على كيفية دعم الذكاء الاصطناعي للتشخيصات والعلاجات الطبية. وفي الوقت نفسه، يُسلّط المعرض الضوء على أساسيات الذكاء الاصطناعي الموثوق، حيث يتعرف الزوار على المزيد حول الوظائف التقنية والمعايير الأخلاقية وضمان الجودة، وهي عناصر أساسية للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
التعليم واللقاء
لا يقتصر مفهوم مركز IQZ برلين على كونه مكانًا لعرض المنتجات فحسب، بل يتعداه إلى كونه منصة للحوار والتثقيف. ويخطط المركز لتنظيم جولات تعريفية وورش عمل لطلاب المدارس، بالإضافة إلى فعاليات نقاشية وتثقيفية لجميع الفئات العمرية. ويهدف المركز إلى رفع مستوى الوعي العام بإمكانيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز الاستخدام البنّاء لهذه التقنية.
يُعد تطوير المهارات في التعامل مع الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في العمل التعليمي. ويمكن للمعلمين والطلاب، على سبيل المثال، استكشاف التحديات الأخلاقية والآثار المجتمعية لهذه التقنية.
تطوير ذكاء اصطناعي جدير بالثقة
تتبنى مبادرة MISSION AI نهجًا شموليًا: فإلى جانب تعزيز الحوار وتبادل المعرفة، تُولي المبادرة اهتمامًا بالغًا لتطوير معايير وإجراءات اختبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وقد افتُتح أول مركز للابتكار والجودة في مجال الذكاء الاصطناعي في المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي (DFKI) في كايزرسلاوترن في يوليو 2024. ويركز المركز على تطوير إجراءات اختبار تقنية لدعم الشركات في تطبيق حلول ذكاء اصطناعي موثوقة.
يكمل مركز IQZ برلين هذا العرض من خلال سد الفجوة بين البحث العلمي والتطبيقات العملية والجمهور العام.
لماذا يُعد الذكاء الاصطناعي الجدير بالثقة أمراً بالغ الأهمية
تُعدّ المصداقية عنصراً أساسياً لنجاح الذكاء الاصطناعي في ألمانيا. فبدون ثقة الجمهور والشركات، سيكون من الصعب تطبيق هذه التقنية على مستوى البلاد. ولذلك، يولي مركز IQZ برلين أهمية بالغة لعرض آلية عمل الذكاء الاصطناعي بشفافية ومناقشة التحديات بصراحة، مثل:
- التحيز والتمييز: كيف يمكن اكتشاف التحيزات في أنظمة الذكاء الاصطناعي والحد منها؟
- حماية البيانات: ما هي التدابير اللازمة لحماية البيانات الشخصية؟
- الشفافية: كيف يمكن جعل قرارات الذكاء الاصطناعي مفهومة؟
من خلال نقل هذه الأساسيات، ينبغي خلق فهم واسع لفرص وتحديات الذكاء الاصطناعي.
نظرة إلى المستقبل
سيُؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد على حياتنا وعملنا في السنوات القادمة. سواء في الطب أو النقل أو الزراعة أو التعليم، فإن تطبيقاته المحتملة لا حدود لها. ومن خلال مبادرة "مهمة الذكاء الاصطناعي"، وضعت الحكومة الألمانية الاتحادية نصب عينيها هدف جعل ألمانيا مركزًا رائدًا لتطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي.
يُعد مركز IQZ برلين لبنة أساسية في تحقيق هذا الهدف. فهو لا يُظهر فقط ما هو ممكن اليوم، بل يشجع أيضاً على المشاركة الفعّالة في صياغة المستقبل.
يفتح المعرض في المتحف الألماني للتكنولوجيا أبوابه للجمهور مجاناً من الثلاثاء إلى الأحد. ندعو الجميع لاكتشاف عالم الذكاء الاصطناعي الرائع واستكشاف الفرص التي تتيحها هذه التقنية المحورية.
مناسب ل:
