اختيار اللغة 📢


حقائق مثيرة للاهتمام حول اختتام قمة الناتو في لاهاي: اجتماع تاريخي لتعزيز التحالف الدفاعي الغربي

تاريخ النشر: ٢٥ يونيو ٢٠٢٥ / تاريخ التحديث: ٢٦ يونيو ٢٠٢٥ - المؤلف: Konrad Wolfenstein

حقائق مثيرة للاهتمام حول اختتام قمة الناتو في لاهاي: اجتماع تاريخي لتعزيز التحالف الدفاعي الغربي

حقائق مثيرة للاهتمام حول اختتام قمة الناتو في لاهاي: اجتماع تاريخي لتعزيز التحالف الدفاعي الغربي – الصورة: Xpert.Digital

ترامب يهيمن على قمة الناتو: الحلفاء الأوروبيون يقدمون تنازلات واسعة النطاق

المبالغات والتسويات: لاهاي تمثل بداية جديدة مكلفة للدفاع الغربي

شكّلت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت في لاهاي يومي 24 و25 يونيو/حزيران 2025، نقطة تحوّل في تاريخ الحلف. ولأول مرة منذ تأسيس الناتو عام 1949، استضافت هولندا قمةً للحلف. عُقد الاجتماع في المنتدى العالمي في لاهاي، وجمع ممثلين عن جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة، بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى وزراء الخارجية والدفاع.

مناسب ل:

الأساس والتحضير للقمة

بدأت الاستعدادات لهذه القمة منذ قرار قمة الناتو في فيلنيوس عام 2023 باستضافة هولندا للحدث. وقاد مارك روته، الأمين العام الجديد لحلف الناتو ورئيس الوزراء الهولندي السابق، الحلف في مسقط رأسه. ووفرت لاهاي، المعروفة بـ"مدينة السلام والعدالة"، بيئة رمزية مناسبة لاتخاذ القرارات المهمة للحلف.

اقتصر الاجتماع عمداً على جلسة عمل قصيرة مدتها ساعتان ونصف فقط، وهو شكل موجز بشكل غير معتاد لقمة حلف شمال الأطلسي. كان هذا القرار استراتيجياً، يهدف إلى إرضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقليل احتمالية حدوث مفاجآت غير مرغوب فيها.

الدور المحوري لدونالد ترامب

كانت القمة مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات ورغبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حتى قبل انعقادها، استُقبل ترامب استقبالاً ملكياً: فقد أقام الملك ويليم ألكسندر والملكة ماكسيما ملكة هولندا مأدبة عشاء فاخرة في القصر، وكان ترامب الرئيس الأجنبي الوحيد الذي سُمح له بالمبيت. ويعكس هذا الاستقبال الخاص إدراكاً لأهمية دعم ترامب لالتزام حلف الناتو بالدفاع المشترك.

بذل الأمين العام لحلف الناتو، روتّه، جهوداً استثنائية لاستمالة ترامب. ففي رسالة نصية أرسلها قبل القمة، أشاد روتّه بإسهاب بـ"التحرك الحاسم لترامب بشأن إيران"، بل واعتمد أسلوب ترامب المميز في الكتابة بالأحرف الكبيرة. لاحقاً، نشر ترامب هذه الرسالة الخاصة كاملةً على منصته "تروث سوشيال"، مُسلطاً الضوء على الطبيعة غير المألوفة لهذه العلاقة.

القرار التاريخي بشأن الإنفاق الدفاعي

كان الاتفاق على زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي محور القمة. فقد التزمت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددها 32 دولة بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي سنوياً على الدفاع والأمن بحلول عام 2035 كحد أقصى. ويمثل هذا أكثر من ضعف الهدف السابق البالغ 2%، وهو أعلى مستوى للإنفاق الدفاعي منذ نهاية الحرب الباردة.

وجاء هذا التخصيص بناءً على اقتراح الأمين العام روته: يجب استخدام ما لا يقل عن 3.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لـ "الدفاع القوي" - أي الأسلحة والقوات والإنفاق العسكري التقليدي - بينما تم تخصيص 1.5 بالمائة للبنية التحتية المتعلقة بالدفاع مثل الجسور المتوافقة مع الدبابات وخطوط السكك الحديدية القابلة للاستخدام العسكري والموانئ الموسعة والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب.

بالنسبة لألمانيا، يعني هذا الالتزام نفقات سنوية إضافية تتراوح بين 60 و70 مليار يورو، أي ما يعادل ربع الميزانية الفيدرالية تقريباً. وقد أعلن المستشار فريدريش ميرز أن ألمانيا تعتزم الوصول إلى هدف 3.5% بحلول عام 2029، ووصف القرار بأنه "تاريخي".

الوضع الخاص لإسبانيا والتوترات الداخلية

لم تكن جميع الدول الأعضاء متحمسة بنفس القدر للالتزامات الإنفاقية الجديدة. فقد تفاوضت إسبانيا، بقيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، على استثناء: إذ لا يتعين عليها تحقيق هدف الخمسة بالمئة طالما أنها قادرة على توفير القدرات العسكرية المطلوبة بميزانية أقل. أثار هذا الترتيب استياءً، لا سيما من ترامب، الذي انتقد تصرف إسبانيا ووصفه بأنه "غير عادل" تجاه الدول الأخرى.

حذرت القيادة البلجيكية من أن مثل هذا التفسير قد يفتح الباب أمام دول أخرى لتفسير الاتفاقية وفقًا لما تراه مناسبًا. وقد أبرزت هذه التوترات أنه على الرغم من الاتفاق الرسمي، توجد اختلافات جوهرية في الرأي بشأن التنفيذ العملي للقرارات.

مسألة التزامات المساعدة المتبادلة – دونالد ترامب: "نحن ندعمها بالكامل"

كانت إحدى اللحظات الأكثر حساسية في القمة هي تصريحات ترامب المبهمة بشأن التزام الناتو بالدفاع المشترك بموجب المادة الخامسة. فخلال الرحلة إلى لاهاي، عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ملتزمة بالمادة الخامسة، أجاب ترامب بإجابة مراوغة: "الأمر يعتمد على التعريف. هناك تفسيرات عديدة للمادة الخامسة". وقد أثار هذا التصريح قلقاً بالغاً لدى الحلفاء الأوروبيين.

خلال جلسة القمة الرسمية، عدّل ترامب موقفه، مصرحاً: "نحن ندعمهم بالكامل". وفي البيان الختامي، أكد القادة مجدداً "التزامهم الراسخ بالدفاع الجماعي، كما هو منصوص عليه في المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي - فالهجوم على أحد الأطراف هو هجوم على الجميع".

إلا أن إعلان هذا العام أغفل العبارة المستخدمة في السنوات السابقة والتي تنص على أن التحالف سيدافع عن "كل شبر من أراضي التحالف في جميع الأوقات". وقد فُسِّر هذا الإغفال على أنه حل وسط لمعالجة مخاوف ترامب.

أوكرانيا في ظل المفاوضات

على عكس قمم الناتو السابقة، لعبت أوكرانيا دوراً ثانوياً بشكل ملحوظ هذه المرة. لم يكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي مدرجاً على جدول أعمال القمة الرسمي، بل دُعي فقط لإجراء محادثات ثنائية. استمر اجتماعه مع ترامب نحو 50 دقيقة، ووصفه زيلينسكي بأنه "طويل ومثمر".

لم يذكر البيان الختامي أوكرانيا إلا بشكل مبهم: "يؤكد الحلفاء مجدداً التزاماتهم السيادية الدائمة بدعم أوكرانيا، التي يساهم أمنها في أمننا". تشير كلمة "سيادية" إلى أن دعم أوكرانيا كان يُعتبر مسألة تخص الدول الأعضاء بشكل فردي وليس التزاماً على مستوى حلف الناتو.

دور روسيا والتهديدات الإقليمية

وُصفت روسيا في البيان الختامي بأنها تهديد مباشر لحلف الناتو، لكنها لم تحظَ بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به في بيانات القمم السابقة. ووجّه المستشار ميرز تحذيراً شديد اللهجة في مؤتمره الصحفي قائلاً: "أرجوكم، لا يجرؤ أحد على مهاجمة الناتو، في أي مكان". وأكد أنه على الرغم من أن روسيا ليست قوية بما يكفي لمهاجمة الناتو ككل، إلا أنه من المستحيل معرفة ما إذا كانت موسكو ستختبر يوماً ما القدرات الدفاعية للحلف.

شكّل التهديد المتزايد الذي تمثله الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا المبرر الرئيسي للزيادة الهائلة في الإنفاق الدفاعي. وفي الوقت نفسه، تم تحديد تهديدات أخرى، مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، كتحديات للأمن عبر الأطلسي.

أزمة الشرق الأوسط كعامل خلفي

عُقدت القمة في ظل تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط. وقبل الاجتماع بفترة وجيزة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بوساطة ترامب، وذلك بعد قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية. إلا أن هذا الاتفاق أثبت هشاشته، وأعرب ترامب علنًا عن استيائه من التوترات المستمرة بين البلدين.

أعرب المستشار ميرز عن "ثقة معقولة" في الوضع بالشرق الأوسط، لكنه حذر من احتمال تصعيد الموقف في حال إغلاق مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية. وقد أبرزت أزمة الشرق الأوسط الأبعاد العالمية للتحديات الأمنية التي تواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الدور القيادي لرؤساء الدول الأوروبية

إلى جانب ترامب، لعب رؤساء الدول والحكومات الأوروبية أدوارًا مهمة في القمة. وعقب القرار، رأى المستشار ميرز أن لألمانيا دورًا قياديًا في حلف الناتو. وأكد أنه لولا استعداد ألمانيا، بصفتها ثاني أكبر مساهم، لتعليق العمل بآلية كبح الديون، لما تم التوصل إلى الاتفاق.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر عن أمنها وأن تستثمر بشكل أكبر في هياكل الدفاع المشتركة. وكانت هذه الدعوة إلى الاعتماد الأوروبي على الذات مصدر قلق دائم للجانب الأمريكي أيضاً.

مناسب ل:

التحديات التشغيلية والتدابير الأمنية

كانت القمة واحدة من أكبر العمليات الأمنية في تاريخ هولندا. وقد أُطلق عليها اسم "الدرع البرتقالي"، ونُشر فيها نحو 5000 شرطي - أي ما يقارب نصف قوة الشرطة في البلاد - بالإضافة إلى أكثر من 10000 جندي. وكان من المتوقع حضور ما يقارب 9000 زائر، من بينهم 2000 صحفي.

يعكس الجدول الزمني الضيق والمتطلبات الأمنية العالية الأهمية التي أُعطيت للاجتماع. لم يكن على القمة أن تحقق نتائج ملموسة فحسب، بل كان عليها أيضاً أن تُظهر وحدة التحالف وقدرته العملياتية.

الآثار والتقييم على المدى الطويل

وصف الأمين العام لحلف الناتو، روته، نتائج القمة بأنها رائدة لمستقبل الحلف. ووصف القرارات بأنها "قفزة نوعية"، وأكد أنها ستجعل الناتو "تحالفاً أكثر عدلاً" تتحمل فيه أوروبا وكندا نصيباً أكبر من المسؤولية عن الأمن الجماعي.

في الوقت نفسه، حذر روتّه من أن القمة ليست سوى البداية. وقال: "هذا هو اليوم الأول"، وحثّ جميع الحلفاء على "بذل قصارى جهدهم لتنفيذ هذه الخطة الجديدة". وأضاف أن تحقيق أهداف الإنفاق الطموحة سيكون الاختبار الحقيقي للتحالف في السنوات المقبلة.

قمةٌ تجمع بين المبالغة والتسوية

ستُسجّل قمة الناتو في لاهاي في سجلات الحلف كحدث تاريخي. فقد مثّل مضاعفة الإنفاق الدفاعي إلى خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي التزاماً مالياً غير مسبوق، مُنهياً بذلك "عائد السلام" الذي أعقب الحرب الباردة.

في الوقت نفسه، كشفت القمة عن ديناميكيات القوة المعقدة داخل حلف الناتو. وقد أبرز الدور المهيمن لترامب واستعداد الحلفاء الأوروبيين لتقديم تنازلات واسعة النطاق لضمان دعمه اعتماد الحلف على القيادة الأمريكية.

حال الاتفاق الناجح بشأن أهداف الإنفاق دون حدوث انقسام في حلف الناتو، وهو ما كان يخشاه الكثيرون عقب فوز ترامب بالانتخابات. إلا أن استمرار هذه الوحدة مرهون بالتنفيذ العملي للقرارات وتطورات الوضع الأمني ​​الدولي. وبذلك، مثّلت قمة لاهاي ذروة التعاون عبر الأطلسي وبداية مرحلة جديدة مكلفة في السياسة الدفاعية الغربية.

مناسب ل:

 

 

نصيحة - التخطيط - التنفيذ
الرائد الرقمي - Konrad Wolfenstein

ماركوس بيكر

سأكون سعيدًا بالعمل كمستشار شخصي لك.

رئيس تطوير الأعمال

رئيس مجموعة عمل الدفاع SME Connect

ينكدين

 

 

 

مركز للأمن والدفاع - المشورة والمعلومات

مركز للأمن والدفاع

مركز للأمن والدفاع - الصورة: Xpert.Digital

يقدم مركز الأمن والدفاع نصيحة جيدة التأسيس والمعلومات الحالية من أجل دعم الشركات والمؤسسات بفعالية في تعزيز دورها في سياسة الأمن والدفاع الأوروبي. في اتصال وثيق مع SME Connect Group ، يقوم بترويج الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) على وجه الخصوص والتي تريد توسيع قوته المبتكرة وقدرتها التنافسية في مجال الدفاع. كنقطة اتصال مركزية ، يخلق المحور جسرًا حاسمًا بين SME واستراتيجية الدفاع الأوروبي.

مناسب ل:


⭐️ مركز الأمن والدفاع ⭐️ إكس بيبر